تشكرات تركيا

منذ سنوات تمارس قوى الاستكبار والنفوذ الخفية في العالم حرب ضروس وممارسات لا أخلاقية ضد “تركيا” التي أصبحت ندا قوياً ﻷعتى دول الاستكبار في العالم، والتي اعتقدت ـ دول الاستكبار ـ أنه لا يمكن ﻷي دولة إسلامية أن تضاهيها في المستقبل.

حشدوا كل شياطين العالم ضد تركيا، وحرضوا قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والشباب وكل من فقد ضميره وإنسانيته ضدها وكذا قتلة الإنسان وقطاع الطرق ومبدعو السلب والنهب وكل من يمارس الأعمال الضالة، حيث لم تستطع هذه القوى والدول ـ التي حشدت ـ أن تظهر صراحة وتعلن نفسها، وحربها ضد “تركيا”، ﻷنها تخاف من العواقب، وبالتالي حاولت أن تسلط ضد الأتراك داعش من جهة، والأكراد من جهة، ومنظمات محلية من جهة أخرى، إلى جانب الجماعات المسلحة الإرهابية التي تتلقى دعما مباشراً من دول أوروبية وغربية وشرق أوسطية، ومع كل ذلك الحشد ما زالت “تركيا” صامدة تمارس تطورها الاقتصادي والعسكري والثقافي وغيره بإبداع رهيب ومتميز منقطع التكرار.

أتعلمون لماذا كل هذا الحشد الهائل والغبي ضد دولة واحدة؟

ليس ﻷنها مسلمة فحسب فهناك دول مسلمة كثيرة لها نجاح اقتصادي كبير، لكن الحشد والحرب ضد “تركيا” فقط ﻷنها أوجعتهم، وجعلت من نفسها كابوسا يخلق الرعب في أوساط وعمق القوة الخفية العظمى في العالم، التي تستخدم معظم أنظمة الدول والجماعات والمنظمات لتمرير مشاريعها الإجرامية، هذه القوة المختبئة خلف ستار الإرهاب والتي أجبرتها تركيا على تغيير السياسيات والتحالفات في العالم بشكل عام.

ولذا فهم يحاربون “تركيا” ﻷنها وقفت وبقوة ضد الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين وغزة، ويحاربونها ﻷن رئيسها قال كلمة الحق بوجه “شمعون بيريز” حيث وضعه وكيانه في قفص الإرهاب في مؤتمر “دافوس” قبل سنوات.. يحاربونها ﻷنها وقفت ضد الإرهاب في (سوريا والعراق وليبيا وغيرها)، وﻷنها كذلك وقفت ضد الانقلاب والقتل والتعزير في مصر، ولأنها الدولة الوحيدة التي تحارب الإرهاب عن قناعة وإرادة حقيقية..

يتمنون فناء تركيا لأنها الوحيدة التي تطالب حتى الآن أن يتم ضم دولا إسلامية إلى الفيتو وحق الاعتراص لا أن تستفرد خمس دول تحارب المسلمين والمظلومين بهذا وتمرّر قرارات ضد الجميع وتعارض قرارات تنصف المسلمين وكل مظلوم، وهذا طلب أزعجهم كثيرا وجعل القوى الخفية للعالم يجن جنونها وتصدر قرار التعجيل بالقضاء على تركيا ونظامها الحالي، وقد تم الإعداد والاستعداد لذلك في ضربات الماضي من قبل تركيا عثمان وسليمان شاه وسليمان القانوني وسليم الأول وعبدالحميد الثاني وأردوغان.

الخلاصة هي أن تركيا تسير في الطريق الصحيح، وقد ضحّت بمعظم علاقاتها ومصالحها السياسية والدبلوماسية وحتى العسكرية من أجل العدالة ومن أجل أن لا يكون أحدا فوق الآخر، خصوصا نحن العرب الذين تغتصب القوى اللعينة في العالم معظم أراضينا تحت مبررات لا يتقبلها عقل طفل.

إذًا هي دعوة ونداء لكل عربي ومسلم ولكل إنسان ولكل نظام ودولة ومؤسسة ومنظمة إسلامية وعربية أن تدعم السياسيات التركية الحالية وتعمل جاهدة من أجل تحقيقها، فتركيا حالياً في الطريق المشرق، طريق الحق والعدالة والنهضة والتنمية ورفض الظلم والخنوع والحروب والاقتتال، تركيا العثمانية التي وهب أجدادنا الأتراك المسلمين أرواحهم رخصية في سبيل بنائها ودفاعها عن الحق، ولذا وجب علينا نصرتها فقد رفعت رؤوسنا جميعا بعد أن حاول حكامنا طأطأتها.

أما الحكام العرب فلا تعويل عليهم اليوم أبدا وقد قلنا لهم أكثر من مرة أن من تتعاونون معهم يريدون أتباعا وعبيدا وقِطعانا فقط أما تركيا فتبحث عن حلفاء أنداد، لكنهم أصروا على العبودية والمهانة، وكم نتمنى كشعوب أن تتحالف حكوماتنا مع تركيا كونها الحليف العادل الذي يقدّر الصداقة والتعاون والوفاء.

ولذا وجب علينا تقديم جزيل الشكر لتركيا، فشكرا تركيا حينما وقفت ضد الظلم أمام الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز ناصرة المظلومين من الأطفال والنساء والشيوخ الغزيين في دافوس، وشكرا حينما استقبلت ملايين النازحين السوريين واليمنيين والعراقيين وغيرهم الذين رفضت استقالهم دول عربية، وشكرا حينما وقفت ضد الظلم والقهر والقتل والإرهاب في ليبيا ومصر واليمو وكل مكان، وشكرا حينما ألزمت بشار الأسد حده ووجهت له الصفعات القوية ما جعله يقف خانعا مستعطفا مستجديا أمام شاشة تلفزيون روسيا 24 يتودد الأتراك بإصلاح العلاقة، وشكرا حينما أنصفت كل إنسان سواء مسلما أو غير مسلم، وهذا عهد منا أن لا نخذل من نصرنا وأن نقدم له الوفاء ما حيينا.. (تشكرات تركيا من أعماق القلوب).

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية