مرصد حقوقي: أكثر من 700 يمني في الهند مهددون بالاحتجاز والترحيل

أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها اليمنيون المقيمون في الهند في ظل التفشي الواسع لفيروس كورونا، داعياً السلطات الهندية إلى مراعاة ظروفهم الاستثنائية المتمثلة في عدم قدرتهم على العودة إلى بلادهم ومعاملتهم معاملة خاصة.

وقال المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيانٍ صحفيٍ، إن أكثر من 700 يمني ما بين طالب ومريض وهارب من الحرب يعانون من عدم استقرار أوضاعهم في الهند، بعد أن رفضت السلطات الهندية منحهم الوثائق القانونية التي تمكنهم من الإقامة في البلاد، وتعمل على ترحيلهم تعسفاً إلى اليمن بالقوة والإكراه.

وأوضح الأورومتوسطي أنّ هؤلاء اليمنيين يقيمون في الهند منذ حوالي 4 سنوات، ويتركز أغلبهم في مدن حيدر آباد، ونيودلهي وبنغالور، وهم غير قادرين على العودة إلى اليمن بسبب الحرب، وخوفاً من تعرض حياتهم للخطر إذا ما رُحّلوا إلى أماكن سكناهم فيها.

وأوضح الأورومتوسطي أن بعض هؤلاء اليمنيين تقدم بطلب تصحيح الأوضاع للسلطات الهندية إلا أنها رفضت الموافقة عليه، ما دفعهم لتقديم اللجوء للمفوضية السامة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي منحتهم وثيقة زرقاء باسم "التماس باللجوء"، غير أنها لا تتضمن أية حقوق أساسية تذكر بحجة أن الأوضاع في اليمن آمنة ومستقرة.

وبحسب الإفادات التي حصل عليها المرصد الأورومتوسطي، فإنّ السلطات الهندية ترفض التعاطي مع الوثيقة الزرقاء الصادرة عن المفوضية عند إبرازها من اليمنيين، وتلقي القبض عليهم وتحتجزهم في سجن مخصص للأشخاص المقيمين بشكل غير قانوني داخل البلاد.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها الأورومتوسطي من اليمنيين في الهند، فقد رفعت السلطات الهندية قيمة "غرامة كسر الإقامة" من 50 دولارًا أمريكيًا إلى أكثر من 1,000 دولار، إذ فرضت على كل شخص في العائلة المخالفة دفع ما قيمته 800 دولار كغرامة أساسية، بالإضافة إلى عقوبة تقديرية أخرى توقّع من الموظف المختص على المقيم المخالف، حتى أن هناك حالات لعائلات بلغ إجمالي ما دفعته من غرامات نحو 4,000 دولار ما بين غرامة أساسية وعقوبة.

ووثق المرصد الأورومتوسطي إفادة "سمير علي" (اسم مستعار)، وهو مرافق لجريح يعالج في الهند، حيث قال: "في بداية عام 2018 وصلت إلى الهند مرافقًا لأخي الذي أُصيب في الحرب، حيث بُترت ساقه ويعاني من اختلال في وظائف المخ نتيجة الإصابة. كانت إقامتي في البداية مدتها 6 أشهر، ثم قمت بتجديدها لمرتين".

وأضاف "في عام 2019، رفضت السلطات الهندية تجديد إقامتي للمرة الثالثة وطالبتني بالرحيل، إلا أنني لم أستطع المغادرة بسبب الحرب في اليمن، ولوجود خطر أمني على حياتي في حال عودتي إلى مكان إقامتي. وبسبب ذلك أصبحت أقيم بشكل غير شرعي في البلاد وأنا الآن مهدد بالاحتجاز والترحيل في أي وقت، حيث تتجاهل السلطات الظروف الإنسانية الصعبة التي نعيشها".

وأشار الأورومتوسطي إلى أن اليمنيين لا يتمتعون بأية حقوق تذكر في الهند، فهم ممنوعون من الحق في التنقل، والتعليم، والعلاج في المستشفيات، واستلام المبالغ المالية، واستلام المعونات واستئجار المساكن وغيرها من الحقوق الأساسية اللازمة.

وقال "أسامة حسن" حول حرمانه من الحق في علاج عائلته: "يعاني ابني من الجفاف ولم أستطع الذهاب به إلى المستشفى لعدم امتلاكه إقامة، كذلك زوجتي كانت تعاني من مشاكل نفسية حادة بسبب الحرب في اليمن وصلت إلى درجة العلاج بالصعق الكهربائي، إلا أنني لم أستطع أن أعالجها في المستشفيات الهندية لعدم امتلاكها إقامة، فالمستشفيات الهندية ترفض استقبال الذين لا يملكون إقامات حتى في الحالات الطارئة".

وشدد الأورومتوسطي على ضرورة مراعاة الظروف الاستثنائية لليمنيين خاصةً في ظل استمرار الحرب، وعدم إمكانية الكثيرين منهم من العودة إلى بلادهم بسبب المخاطر الأمنية المحدقة، فضلاً عن الدمار الذي حل بأماكن إقامات الكثيرين.

ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان السلطات الهندية إلى ضرورة التعامل الإنساني مع اليمنيين في البلاد بما تستدعيه ظروفهم الخاصة، وتمكينهم من ممارسة حقوقهم الأساسية كافة، والتي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية والقوانين المحلية ذات العلاقة.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية