لكم الخيار
ينهار الريال دون أن يدلي مسؤول واحد ولو بتصريح من باب رفع العتب.
أي نوع من البشر أنتم؟
لا حس؟
لا شعور؟
لا أداء؟
هي واحدة من اثنتين: كونوا رجال دولة وتصرفوا وفقاً لمسؤولياتكم الوطنية، أو أعلنوا أنكم غير قادرين، وانصرفوا.
لا يجوز أن تقتسموا الكعكة دون تحمل المسؤولية!
لا يصح أن تكون مرتباتكم بالدولار فيما الريال ينهار! والنَّاس تتضور جوعاً!
بقاؤكم في الرياض وأبوظبي والقاهرة واسطنبول عار على اليمنيين! لا يعادله إلا وصمة سيطرة الكهنوت على صنعاء.
أقسم بالله أننا نستحي عندما يسألنا زملاؤنا العرب أو أصدقاؤنا في لندن: أين هي حكومة اليمن؟
أين يقيم رئيس الجمهورية؟
ماذا يفعل رئيس الوزراء؟
الريال ينهار، وأنتم في حالة من البرود، وكأنكم تسمعون عن انهيار عملة موزنبيق!

وقفنا معكم لتكونوا رجالاً على مستوى الجرح الوطني، على مستوى الكارثة الانقلابية، على مستوى هذا الشعب الصبور...
لكنكم يا أصدقاءنا عرفتم نقطة ضعفنا، عرفتم أننا لا نحب الانتقاد المتواصل لكم، كي نركز على جهود تحرير البلاد من الانقلاب، فكان استغلالكم لذلك بشعاً، حتى وصلت الحال بِنَا أننا نتهم بالتواطؤ معكم، بسبب سكوتنا عنكم وعن فسادكم وضعفكم وقلة بصيرتكم.

نحن لا نحملكم ما لا تحتملون: إما أن تقوموا بمسؤولياتكم، أو تقولوا للشعب نحن عاجزون، وتنصرفوا.
أما أن تظلوا تخدعوننا بحكاية أن "السياسة فن الممكن"، وأنكم تتصرفون في حدود المتاح، فهذه خدعة لن تنطلي علينا، لأنكم لا تتصرفون أصلاً، لا في حدود المتاح ولا غير المتاح.

انتخوا قليلاً، تحركوا إلى الوطن، عودوا إلى مسؤولياتكم ومارسوا عملكم على ترابكم الوطني.
أنتم لستم مثل أي مغترب عادي، أنتم مسؤولون، ولا تجتمع المسؤولية والاغتراب، إما أن تكونوا مغتربين، أو تكونوا مسؤولين، أما حكاية "المسؤول المغترب"، فهذه ما سمعنا بها في الأعراف السياسية.

الريال يحتاج العمل على الاقتصاد، تصدير النفط والغاز. كل النفط والغاز في مناطق سيطرة الشرعية، وتعطيل تصديره خيانة وطنية.
تتهامسون أن التحالف يمنع التصدير، تقولون إن الإمارات تعطل الموانئ، قولوها علناً إن كان الأمر كذلك، وصارحوا شعبكم بذلك، وتصرفوا بمسؤولية تجاه شعبكم.

لا بد من عمل سريع لتدارك الأمر، انهيار العملة مقدمة للكارثة.
يجب أن تتحدثوا مع الدول المعنية لتفعيل الاقتصاد، يجب تفعيل حركة التجارة، يجب الكف عن طبع العملة من دون رصيد لمجرد سحب العملة الصعبة إلى أرصدتكم، وأرصدة الحوثيين!

عار عليكم أن يتحول أكثر من ٨٠٪‏ من اليمنيين إلى متسولين على أبواب المنظمات الإغاثية، فيما أنتم تتنقلون من فندق إلى آخر، وتشترون العقارات الفخمة في عواصم العالم!
والله إنه عيب وجريمة ما بعدها جريمة.

أما عزاؤنا الوحيد فهو أن رجالاً في الجيش والمقاومة يتقدمون كل يوم ببطون معصوبة لاسترداد وطن لم تكونوا على مستواه للأسف الشديد، بعد أن أتيحت لكم الفرصة لتكونوا رجال دولة من وزن ثقيل.

سينتصر الوطن اليوم أو غداً، ولكنها كانت فترة امتحان لمعادن الرجال، وما زالت الفرصة أمامكم لتحجزوا لأنفسكم مقاعد في شرفة التاريخ الخالدة، بدلاً من التهافت على فتات لا يدوم.

لكم الخيار...

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية