في نهائي المونديال.. ليلة الحسم في الحرب التاريخية بين ميسي ورونالدو
احتارت جماهير كرة القدم كثيرًا على مدار السنوات الماضية، في مقارنة تاريخية بين النجمين، الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، لما قدماه خلال مسيرتهما من إنجازات تاريخية، يصعب تكرارها على المدى القريب.
ودارت الحروب بين فريقين تكونا في الأساس من شعبية ريال مدريد وبرشلونة التاريخية في أزهى عصور الكلاسيكو، عندما تم تصعيد ميسي لقيادة البلوجرانا وتعاقد الميرنجي مع رونالدو في صفقة تاريخية من مانشستر يونايتد.
وكانت المقارنات حاضرة دائما في ظل الأرقام القياسية التي حطمها كل منهما، سواء على مستوى الليجا أو دوري أبطال أوروبا، بخلاف الجوائز الفردية وأهمها الكرة الذهبية، إلى أن تطور الأمر للمقارنة بين أداء كل منهما مع منتخب بلاده.
خلاف الكرة الذهبية
هناك فريق يرى أن رونالدو هو الأفضل كونه الهداف التاريخي لعالم كرة القدم، وفريق آخر يعتقد أن ميسي هو الأفضل لم يملكه من مهارات استثنائية قادت برشلونة لمضاعفة عدد ألقابه تقريبًا خلال حقبة البرغوث الأرجنتيني، بالإضافة لتتويجه بـ7 كرات ذهبية، مقابل 5 فقط للدون.
وفي نقطة الكرة الذهبية تحديدًا، هناك اعتقادات شائعة بين الجماهير، بأن معايير الاختيار ليست ثابتة في كل عام أو معلنة للجميع، وبالتالي رفض جمهور رونالدو الاعتراف بتفوق ميسي، بحكم أنه صاحب الرقم القياسي في التتويج بـ"بالون دور
مسيرة أسطورية
وعلى صعيد الأندية، فحدث ولا حرج، فقد فاز الثنائي بكل الألقاب الممكنة، وسجلا أكبر عدد من الأهداف، وبالتأكيد هما أهم أسطورتين في ريال مدريد وبرشلونة على وجه التحديد
أما على الصعيد الدولي، فقد قاد رونالدو منتخب البرتغال لتحقيق لقبي كأس الأمم الأوروبية 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2018، في حين قاد ميسي الأرجنتين للتتويج بكوبا أمريكا 2021.
كل ما سبق، جعل الناس في حيرة من ناحية اختيار الأفضل، إلى أن تحدد طرفي نهائي مونديال 2022، والذي سيقام يوم الأحد المقبل، بين الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي، وفرنسا بقيادة كيليان مبابي، ليقترب "البرغوث" كثيرا من لقب قد يحسم الصراع الأزلي بشكل كبير لصالحه.
اللقب الأغلى
ويعتبر لقب كأس العالم، الحلم الأهم لدى ميسي ورونالدو خلال مسيرتهما، باعتبار أن النسخة الحالية بشكل كبير هي الأخيرة لكلا اللاعبين، بحكم تقدمهما في العمر ميسي (35 عاما) ورونالدو (37 عاما).
وسيكون من الصعب على أي منهما اللحاق بمونديال 2026، حيث تبخرت الآمال تمامًا لدى رونالدو، بينما ستكون شبه مستحيلة لميسي.
وكان منتخب البرتغال قد ودع البطولة من الدور ربع النهائي، أمام المغرب، في مفاجأة غير متوقعة تسببت في انهيار رونالدو من البكاء.
في المقابل، يؤدي ميسي بطولة استثنائية، حيث يلعب دور القائد والهداف وصانع الألعاب بين راقصي التانجو، في سيناريو مكرر لنسخة مارادونا بمونديال المكسيك 1986.
حسم الجدل
وسيكون ميسي على موعد مع إنهاء الجدل، حال قيادة منتخب بلاده لتحقيق لقب كأس العالم يوم الأحد المقبل، حيث سيضع نفسه كذلك على رأس قائمة أهم لاعبي كرة القدم عبر التاريخ.
ودائمًا ما كان يتم التشكيك في أفضلية ميسي على مواطنه دييجو أرماندو مارادونا، بحكم أن الأخير قاد الأرجنتين لتحقيق كأس العالم، رغم أن نجم باريس سان جيرمان الحالي، على صعيد الأندية يتفوق بكثير على الأسطورة دييجو.
أما جبهة رونالدو، فتحولت منذ خروج البرتغال إلى أكبر داعم لكل منافسي الأرجنتين في المونديال، لأن ميسي إذا فاز باللقب سيحتكر عدة جوائز أخرى خلفها منها أفضل لاعب في البطولة وربما الهداف إذا سجل في النهائي وتفوق على كيليان مبابي الذي يشاركه الصدارة (5 أهداف).
وسيكون ميسي كذلك المرشح الأول لنيل الكرة الذهبية للمرة الثامنة في تاريخه، وسيجعل المهمة مستحيلة على الأسطورة البرتغالية.
التعليقات