خلف مئات القتلى وآلاف الجرحى.. زلزال بقوة 7.4 يضرب تركيا وسوريا

قتل وأصيب مئات الأشخاص في سوريا وتركيا جراء زلزال قوي ضرب فجر اليوم الاثنين جنوب تركيا، ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وهو يشمل طلب المساعدة الدولية.

وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إن زلزالا بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ناحية بازارجيك من ولاية كهرمان مرعش جنوب تركيا، على عمق 7 كيلومترات فجر اليوم، في حين أفاد المعهد الأميركي للزلازل بأن قوة الهزة الرئيسية بلغت 7.8 درجات.

واستمر الزلزال في كهرمان مرعش لنحو دقيقة وتسبب في دمار عشرات المباني وفي حريق ضخم، وفق مقاطع مصورة بث على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت إدارة الكوارث والطوارىء التركية إنها سجلت حتى الآن 78 هزة ارتدادية.

وأعلن فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، أن الزلزال أسفر عن 284 قتيلا و2323 مصابا وانهيار أكثر من 1700 مبنى، وقال إن السلطات بدأت إرسال الوزراء وفرق الإغاثة إلى الولايات المتضررة، مشيرا إلى أن الكارثة وقعت في ظروف جوية صعبة.

وبالإضافة إلى كهرمان مرعش، ضرب الزلزال ولايات غازي عنتاب وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية، وتسبب في انهيار مئات المباني وحوصر العديد تحت الأنقاض. وأظهرت مقاطع مصورة السكان وهم يهرعون للشوارع وسط أجواء باردة بسبب الثلوج التي تساقطت في الأيام الماضية.

وقال رئيس مرصد الزلازل في تركيا إن هذا الزلزال هو الأكبر منذ زلزال أغسطس/آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول.

وفي سوريا، ضرب الزلزال محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، وقال الدفاع المدني السوري الموجود في مناطق المعارضة شمال غرب البلاد إن ما لا يقل عن 120 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 230 آخرون، ووصف الوضع بالصعب جدا، مؤكدا أن مدينة حلب هي الأكثر تضررا، وأنهم بحاجة لمساعدة دولية.

بدورها، أعلنت وزارة الصحة السورية أن عدد ضحايا الزلزال وصلت إلى 237 قتيلا و648 مصابا، في حين قالت وزارة الدفاع السورية إنها تستنفر كافة وحداتها ومؤسساتها في جميع المحافظات لتقديم المساعدة العاجلة للمتضررين، والبحث عن الأشخاص العالقين تحت الأنقاض، وإسعاف المصابين، وإزالة آثار الدمار.

كما شعر بالزلزال سكان في كل من لبنان والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض المناطق في مصر. وقالت هيئة الرصد الزلزالي العراقية إن هزات ارتدادية ضربت مناطق في البلاد دون تسجيل خسائر.

 

عمليات الإنقاذ

وقد قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن كل الوحدات المعنية في حالة تأهب تحت إشراف إدارة الكوارث والطوارئ.

وتلقى أردوغان إحاطات من ولاة 8 ولايات متضررة، وأعرب في تغريدات على تويتر عن تمنياته بتجاوز كارثة الزلزال بأقل الخسائر وفي أسرع وقت ممكن.

وبعيد الزلزال مباشرة، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن فرق الإنقاذ من كل الولايات تتجه للمناطق المتضررة.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع التركية إن كتيبة المساعدات الإنسانية التابعة لها مستعدة لتلبية مطالب إدارة الكوارث والطوارئ والمشاركة في عمليات الإنقاذ، مشيرة إلى أن الوزير خلوصي أكار وقادة القوات التركية توجهوا إلى جنوبي البلاد لتنسيق عمليات المساعدة والإنقاذ.

وأضافت الوزارة -في بيان- أنها أنشأت مركزا لتنسيق عمليات المساعدة التي ستقدمها القوات المسلحة التركية لفرق إدارة الكوارث والطوارئ.

وبالتزامن، أعلن الهلال الأحمر التركي أنه يرسل وحدات الدم تباعا للمناطق التي تأثرت بالزلزال ودعت المواطنين للتبرع بالدم.

وأظهرت مقاطع مصورة انتشال عالقين تحت ركام المباني المدمرة في مدن تركية وسورية.

وفي تفاصيل الخسائر، أفاد والي ملاطيا بمقتل 23 شخصا وإصابة 420 آخرين في الولاية، في حين أكد والي شانلي أورفا مصرع 15 شخصا وإصابة 30 جراء انهيار 17 مبنى.

كما أعلن والي ديار بكر عن مصرع 6 أشخاص وإصابة 79 وتهدم 6 مبان في المدينة، وكذلك أكد والي عثمانية مقتل 5 أشخاص إثر انهيار 34 مبنى جراء الزلزال.

من جهته، قال رئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش إن بإمكان المواطنين الذين تضررت منازلهم في منطقة الزلزال البقاء في المساجد.

 

المساعدة الدولية

وفيما تتواصل عمليات الإنقاذ، سارعت أذربيجان إلى الإعلان عن إرسال فريق بحث وإنقاذ إلى تركيا يضم 370 شخصا للمساعدة في إزالة آثار الزلزال.

بدورها، أعلنت روسيا عن تجهيز طائرتين تحملان فريق بحث وإنقاذ يضم 100 شخص لإرسالهما إلى تركيا.

وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين من الزلزال في تركيا سوريا.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن وجه وكالات الإغاثة الأميركية لتقييم المساعدات الممكنة لإغاثة المنكوبين.

كما أعلنت بريطانيا استعدادها لتقديم المساعدات لتركيا وقدمت لها التعازي في الضحايا.

من جانبه، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم إن بلاده تمد يد العون لتركيا من خلال الاتحاد الأوروبي ورئاستها له لتنسيق الدعم بشأن الزلزال.

وفي كييف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة للشعب التركي الذي وصفه بالصديق.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية