على طريق السلام في اليمن.. محادثات في الرياض بين الحوثيين والسعودية
خلال أول زيارة علنية للسعودية منذ بدء "عاصفة الحزم" أعرب الحوثيون عن أملهم في "تجاوز التحديات" خلال محادثات لإنهاء حرب اليمن، فيما رحبت الحكومة المعترف بها دوليا بالجهود الإقليمية والأممية لـ"انهاء الانقلاب" الحوثي.
قال الحوثيون، الذين يسيطرون على معظم أجراء شمال اليمن، إنهم يأملون في "تجاوز التحديات" خلال محادثات مع مسؤولين سعوديين في الرياض تتعلق بإنهاء حرب اليمن.
وقال المسؤول السياسي البارز في صفوف الحوثيين محمد علي الحوثي "أملنا أن يتم النقاش الجدي لما فيه مصلحة الشعبين وتجاوز التحديات". وكتب على منصّة "إكس" في وقت مبكر اليوم الجمعة 015 سبتمبر/أيلول 2023) "لا يمكن أن يكون الحوار إلا مع تحالف العدوان باعتبار قرار العدوان والحصار وإيقافه بيده"، في إشارة إلى السعودية التي تقود تحالفا عسكريا يخوض حربا ضد الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران منذ عام 2015.
وأشار المسؤول الحوثي إلى أنّ الحوار في السعودية الذي سيجري بوساطة عمانية، يتركز على صرف مرتبات الموظفين الحكوميين والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين و"خروج القوات الأجنبية" والإعمار وصولا الى الحل السياسي الشامل.
وهذه الزيارة العلنية الأولى لوفد حوثي للسعودية منذ التدخل العسكري السعودي في هذا البلد ضد الجماعة الموالية لإيران بداية تحت شعار "عاصفة الحزم" .
من جهتها، أفادت مصادر سياسية في صنعاء أنه من المتوقع كذلك أن يناقش الحوثيون مع المسؤولين السعوديين "الصيغة النهائية" لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، على أن يباشر أطراف النزاع بعد ذلك التفاوض مباشرة للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وبدعم من السعودية وعُمان.
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية قد ذكرت الخميس بأن المملكة وجهت دعوة لوفد للحوثين من صنعاء لزيارة الرياض لمواصلة المحادثات مع المملكة وسلطنة عُمان "للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية".
وكان مسؤول في مطار العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين قال في وقت سابق لوكالة فرانس برس إنّ طائرة عمانية نقلت "وفدا حوثيا يضم عشرة أشخاص بالإضافة إلى خمسة عمانيين" من صنعاء إلى الرياض، فيما أفاد مسؤول حوثي بأنّ "مدة الزيارة خمسة أيام". وتؤدي سلطنة عمان دور الوسيط في النزاع.
من جهتها، رحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في بيان اليوم "بجهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان والمساعي الأممية، والدولية الهادفة لدفع المليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع دعوات السلام، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني". وجددت التأكيد على "نهجها المنفتح على كافة المبادرات الرامية الى إحلال السلام العادل والشامل (...) وبما يضمن إنهاء الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والتنمية في اليمن".
أفاد مسؤول في الحكومة اليمنية مطّلع على فحوى المحادثات بين الحوثيين والسعودية، أنّ الغاية من الزيارة "عقد جولة مفاوضات مع السعودية والتوصّل لاتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الإنساني والاقتصادي".
وتابع أنّ المحادثات تتركّز على مسألة تسديد رواتب موظفي حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً عن طريق السلطة، وهي نقطة شائكة، وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظلّ مغلقاً لسنوات قبل أن يسمح التحالف العام الماضي بفتح أجوائه للطائرات إلى الأردن ومصر.
ويبدو، كما في المحادثات السابقة ، لم تشارك الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بشكل مباشر كطرف في المحادثات التي تقوم بها السعودية وعمان.
التعليقات