ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

اسطنبول.. "البركاني" يفتح النار على حكومات الغرب ويتهمها بإدارة الأزمات والحروب في العالم

أكد رئيس مجلس النواب اليمني، الشيخ سلطان البركاني، وقوف الشعب اليمني الى جانب اشقاءه من ابناء الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة.. منددا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة والضفة الغربية، واصفًا إياه بالهمجي والوحشي.

وقال البركاني خلال مشاركته في المؤتمر الخامس لرابطة "برلمانيون لأجل القدس " المنعقد حاليا في مدينة إسطنبول التركية "انه لأمر مهول أن يواجه العالم من الصلف والبغي الاسرائيلي ما يفوق قدرته على التحمل وبالذات في الغرب حيث التعتيم والتضليل الذي يمارسه الاعلام الخاضع لهيمنة الصهيونية العالمية".

وتطرق البركاني إلى المآسي التي يعانيها الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وحرمان من الغذاء والدواء، في ظل صمت مريب من المجتمع الدولي.

ووصف البركاني المشاهد المروعة التي تشهدها غزة حاليًا بركام الأنقاض والجثث المتناثرة ورائحة الدم والدموع، إضافة إلى استهداف المدنيين والمستشفيات والسيارات الإسعافية من قبل القوات الإسرائيلية.

واتهم البركاني حكومات الدول الغربية بإدارة الأزمات والحروب في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية، وتقديم الغطاء الدبلوماسي والعسكري لإسرائيل في ارتكاب جرائمها، معتبرًا ذلك رعاية للإرهاب من قبل دول تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية.

في ختام كلمته، حيا البركاني مواقف العالم الحر تجاه المأساة الفلسطينية، داعيًا إلى التحرك العاجل لوقف المجازر الإسرائيلية في غزة وحماية الشعب الفلسطيني.

وشهدت مدينة إسطنبول التركية انعقاد المؤتمر الخامس لرابطة برلمانيون لأجل القدس، مشاركة واسعة لنحو 800 برلماني من مختلف دول العالم.

وفي افتتاح أعمال المؤتمر، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استمرار بلاده في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن رابطة برلمانيون لأجل القدس باتت صوتًا عالميًا للقضية الفلسطينية.

 

فيما يلي نص كلمة رئيس مجلس النواب:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

البروفيسور الدكتور/ نعمان كورتولموش - رئيس الجمعية الوطنية الكبرى بجمهورية تركيا.

الشيخ/ حميد الأحمر رئيس رابطة برلمانيون لأجل القدس

الاخوة رؤساء وممثلو البرلمانات في هذا اللقاء المبارك (برلمانيون من أجل القدس في دورته الخامسة) ...

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الشكر والتقدير لأشقائنا في تركيا برلماناً وحكومةً وشعباً على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، والتحية الصادقة لكم ولشعوبنا في العالم العربي الغارق في الأزمات وفي المحن، والتحية خالصة للشعب الفلسطيني الصابر والصامد في قلب النار، والتحية والتقدير لكل رجل وامرأة في العالم الحر في أرجاء المعمورة على مواقفهم تجاه ما يجري في غزة وجرحها الدامي وهول المأساة والجرائم.

سأنّحي جانباً كل الهواجس والهموم والمآسي التي تثقل كاهلي وتعودت في مثل هكذا لقاءات أن اضعها أمامكم كرسالة أنقلها إليكم نيابةً عن الشعب اليمني، حيث الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية في حقه من القتل والتشريد والسلب والنهب والاعتقال والتعذيب وحصار المدن وقطع الطرقات وقصف المنشآت العامة والخاصة، وتجنيد الاطفال وإكراه الموظفين على العمل بالسخرة وغيرها من ألوان البغي الذي حول حياة اليمنيين إلى جحيم لا يطاق.

 

كان في ذهني آنني سأحمل هذا وأكثر منه، ثم اناشدكم بأن نستصرخ معاً الاسرة الدولية بأن تتدخل بوازع من الضمير الانساني للضغط على جماعة الحوثي ورعاتها من أشقائنا في جمهورية إيران الإسلامية، كي تأتي إلى مائدة التفاوض لكي يشق اليمنيون جميعاً طريقاً إلى السلام وإلى المستقبل الآمن والواعد بالحياة.

لكن بعد ما جرى لفلسطين وبالذات في غزة منذ سبعة اشهر احسست بالخجل أن آتي بهذا الملف بكل ما فيه من الأوزار والأحمال، وأيقنت أيضاً أنه من العبث مخاطبة ضمير الأسرة الدولية بأي قضية، والشعب الفلسطيني يقتل ويموت جوعاً وعطشاً، ويحرم من الغذاء والدواء ومعالجة جرحاه ويعيش في العراء، بعد أن هدمت اسرائيل المنازل واهلكت الحرث والنسل وشردت الساكنين دون وازع من ضمير أو اخلاق، ولم يستيقظ ضمير العالم - أي الحكومات التي تملك الحول والطول- وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي أرادت أن تذر الرماد في العيون وتلهي شعوب أمتنا العربية والعالم بأنها ستسقط مواد الاغاثة من الجو او تفتح معابر بحرية فيما أقصر الطرق فتح المعابر البرية، لإنقاذ النساء والاطفال والشيوخ وبمقدور أمريكا فعل ذلك لأنها المالك الحصري لإسرائيل والمزود لها من رغيف الخبز إلى الصاروخ والطائرة.

ولان ابناء غزة يقتلون بالسلاح الأمريكي، والمال الأمريكي، والقرار والإرادة الامريكية، بالتأكيد سوف يخجل أي امرٍ من أن يعرض مأسي بلاده أمام أهوال.. لا بل ليست أهوالاً وليست مآسي و لابد آن ينحت اللغويون وصفاً آخر لما تقترفه إسرائيل في حق الفلسطينيين.

وقد اضافت غزة إلى ما رسخته التجارب وأكدته الوقائع بما يقطع الشك باليقين ولا يفتح أي باب للأمل بإحياء ضمير الأسرة الدولية، واقصد الأسرة الدولية بالمعنى السياسي والقانوني، وهو معنى ينصرف إلى الحكومات وعلى وجه خاص حكومات الدول الغربية التي تدير الأزمات والحروب في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية، وأما الشعوب فإن المسيرات المنددة خير شاهد على ضمير هذه الشعوب وإنسانياتها ولكن اصيبت بكبوة حكامها وتلذذهم بما يجري في غزة وهو ما يندى له جبين البشرية جمعا.

وانه لأمر مهول أن يواجه العالم من الصلف والبغي الاسرائيلي ما يفوق قدرته على التحمل وبالذات في الغرب حيث التعتيم والتضليل الذي يمارسه الاعلام الخاضع لهيمنة الصهيونية العالمية والتي يحاول اخفاء الحقائق وطمس معالم الجريمة وقلب موازين العدل.

وهكذا وفي هذه الساعات، وفي لقائنا المبارك هنا في أحد أهم مراكز القوة الإسلامية في إسطنبول في أرض الخلافة برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان، تحضر أمام اعيننا مشاهد ركام الانقاض والجثث والاشلاء المتطايرة ورائحة الدم والدموع، ويحضر فزع الاطفال وبكاء الرجال الفاجع والانين والدبابات والطائرات تلاحق الموتى وتقصف سيارات الاسعاف وغرف الطوارئ في المستشفيات، بعد آن دكت غرف النوم وهدمت المشافي.

إن اسرائيل تنفذ المذبحة بإشراف ومباركة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الغرب، وتحت حراسة حاملات الطائرات والاساطيل والبوارج الحربية والغواصات النووية وبغطاء دبلوماسي واسعاً مفزع، رعايةً كاملةً وشاملةً للإرهاب تتولاه دول كبرى طالما اتخذت من موضوع العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان سيفاً مصلتاً على رقاب الحكومات في الدول الضعيفة وجعلت منه سببًا لانتهاك سيادة الدول والتدخل في شئونها وتحقيراً لشرائعها ودساتيرها وقوانينها وبالذات في منطقتنا العربية.

ان ما تمارسه إسرائيل من جرائم بشعة وقتل وتنكيل بحق شعب اعزل ومساعيها الدؤوبة لتهويد المقدسات في القدس الشريف، وما يمارسونه اليوم من اعتداء على المواطنين بالضفة الغربية من قبل المستوطنين، اللذين تم تسليحهم جهاراً نهاراً، وأوكلت إليهم مهمة قتل الفلسطينيين، أمرٌ يستصرخ ضمير العالم الحي، ويدعوا إلى وقفة جادة وليس بيانات او مجرد رغبات نسمع عنها هنا وهناك، فيما إسرائيل سادرةٌ بالغي، تسرح وتمرح، تقتل وتهدم، وتدمر الحياة، وتمنع وتدنس المقدسات، وتنتهك المواثيق والمعاهدات.

لقد قرأنا في كتب التاريخ وقرأت الأجيال من قبلنا، وسوف تقرأ الأجيال التي ستمشي على الأرض من بعدنا وقائع ابادة عرقية نفذها المغول والتتار، وقرأنا فظائع النازية والفاشية وحتى الشيوعية، من ستالين في الاتحاد السوفيتي إلى الخمير الحمر في كمبوديا، وما فعله المستعمرون الأوروبيون في كثير من البلدان، و نتذكر مذبحة سجن ابو غريب في العراق و ومذبحة قانا في لبنان، و ها نحن نرى مذابح غزة والضفة الغربية وتلك الفظائع الرهيبة، والمأساة التي صنعتها بريطانيا في تمكين العصابات الصهيونية من اغتصاب فلسطين، نعم نتذكر ونتذكر.. أن الآلة الدعاية الضخمة واغلبها تحت سيطرة الحركة الصهيونية لا ترى جرائمها، بينما عيونها مفتوحة على اخطاء مهما صغرت مادام انها تصدر من الحكومات الواقعة خارج أسوار الغرب المتوحش والجرائم الإسرائيلية البشعة.

وإن هذا العالم الذي يعيش اليوم على التطور الاعلامي والنقل الحي والمباشر لكل الفظائع والوقائع والجرائم، يشهد موت الأطفال جوعاً وظماءً وترمل الزوجات وأنين الضحايا وهدم الأسر واسقاط البيوت على رؤوس ساكنيها وتسوية المشافي بالأرض والمقابر الجماعية الشاهدة على جرائم الابادة والتطهير العرقي الاسرائيلي والفاشية والنازية بأبشع صورها التي تمارسها اسرائيل على مرأى ومسمع من العالم.

نستطيع القول ايها الاخوة والاخوات، أنه لم يعد للمواثيق الدولية ولا لحقوق الإنسان ولا لحرية الشعوب وحقها في الاستقلال والحرية معنى في ظل تفريغ ميثاق الأمم المتحدة من محتوى العدالة وحماية حقوق الإنسان واستقلال الشعوب، وحقها في اختيار انظمتها وبناء دولها بعد أن أصبح مجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة ورقة مساومة عبثية بيد الدول الاستعمارية، التي توظفه لتعزيز سطوتها وهيمنتها على الحكومات والدول الضعيفة في عالمنا العربي والإسلامي، في ممارسة فاضحة من الاستعلاء وإعمال المعايير المزدوجة في التعامل مع الأزمات الدولية، وتسخير مجلس الأمن وحق هذه الدول الاستعمارية في الفيتو المشؤوم في حرمان الشعوب من نيل حقوقها وتحقيق استقلالها، والذي كان آخره الاعتراض القبيح باستخدام الفيتو من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لاسقاط مشروع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، التي ينعقد هذا اللقاء دعماً للقدس وقداسة القدس في مبادرات لا تتوقف من برلمانيين من أجل القدس.

الحرية لغزة.. للقدس.. لفلسطين، الخزي والعار للقتلة وسادة الإبادة الجماعية في اسرائيل وفي بقاع الأرض التي عانت من وباء العنصرية والاستعمار.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.