ما أفضل خيارات الأطراف المعنية؟.. الحرب الإسرائيلية الإيرانية إلى أين؟
تتواصل وتيرة التصعيد بين إسرائيل وإيران وسط ضربات متبادلة وتلويح بمزيد من الانخراط العسكري، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مستقبل المواجهة واحتمالات التهدئة أو الانفجار الشامل، في ظل تداخل الحسابات السياسية والعسكرية لكل من تل أبيب وواشنطن وطهران.
ويرى الدكتور بلال الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل، أن إسرائيل تُظهر إصرارًا واضحًا على مواصلة العمليات العسكرية، معتبرًا أن "التوقف الآن سيمثل هزيمة سياسية وأمنية"، خاصة بعد رد إيران الذي رأى فيه محاولة لإعادة ترميم صورتها إقليميًا، رغم الخسائر التي تكبدتها.
وفي هذا السياق، نقلت القناة 15 الإسرائيلية عن مصدر في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) قوله إن "ما حدث حتى الآن لا يمثل إلا بداية الرد الإسرائيلي"، متوقعًا أن "تتصاعد الهجمات الإيرانية أيضًا، وربما نشهد تصعيدًا غير مسبوق في المرحلة المقبلة".
ويرى الشوبكي أن الموقف الأمريكي يتسم بالغموض المقصود، إذ تبعث واشنطن – عن قصد – بإشارات مزدوجة إلى طهران، تخلق حالة من الارتباك في اتخاذ القرارات داخل النظام الإيراني. ويعتقد أن الإدارة الأمريكية، رغم دعمها الأمني لإسرائيل، لا تزال حريصة على إبقاء باب التفاوض مفتوحًا، وهو ما يتقاطع مع رغبة لدى إيران نفسها.
ووصف الشوبكي هذا التوازن بـ"الحكيم"، مشيرًا إلى أن خيار المواجهة الشاملة سيغلق الباب نهائيًا أمام أي تسوية سياسية، ما يتعارض مع السياسة التي أعلنتها الإدارة الأمريكية سابقًا، والمتمثلة في تقليص الانخراط العسكري الخارجي لا توسيعه.
ويرى الشوبكي أن دفع إيران نحو الزاوية أو تهديد نظامها سيدفعها إلى تفعيل كامل أدواتها الإقليمية والدفاع بشراسة، ما قد يجر المنطقة إلى مواجهة أوسع، تمسّ مصالح أمريكا وحلفائها.
ومع أن المفاوضات تظل – من وجهة نظره – الخيار الأمثل لإيران، فإن العودة السريعة لطاولة التفاوض بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة كانت ستُفهم داخليًا وخارجيًا على أنها رضوخ، ولهذا اختارت طهران موقفًا أكثر تشددًا تضمن فيه تغطية أي تنازلات لاحقة أمام جمهورها وحلفائها، من خلال رد عسكري مدروس.
ويشير الشوبكي إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات وهي في موقع أضعف مما كانت عليه سابقًا، بما يسمح بانتزاع تنازلات لم تكن ممكنة قبل التصعيد.
وفي المقابل، تواجه إيران معضلة الزمن؛ إذ إن كل ضربة صاروخية ضد إسرائيل تحتاج إلى حسابات دقيقة، في ظل الغموض حول مدى قدرتها على المواصلة وتحمل جبهتها الداخلية للضغوط العسكرية والاقتصادية المتصاعدة.
في الجهة الأخرى، بات الخطاب الإسرائيلي يركّز على النظام الإيراني ذاته، لا مجرد البنية التحتية النووية أو العسكرية، في إشارة إلى رغبة تل أبيب في إضعاف منظومة الحكم الإيرانية، باعتبارها الجذر الحقيقي لمعادلة التهديد.
مع ذلك، نقل موقع "Jewish Insider" عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "إسقاط النظام الإيراني ليس هدفًا مباشرًا، لعدم توفر الشرعية الدولية لذلك"، مؤكدًا أن "الهدف الاستراتيجي هو تدمير البرنامج النووي الإيراني، لا مجرد تعطيله مؤقتًا".
برنامج:اليمن الكبير . الحلقة 1 ماذا تعرف عن اليمن ؟
التعليقات