أثارت تصريحات المتحدث الأمني في محافظة تعز، أسامة الشرعبي، موجة غضب واسعة بعد اتهامه محمد سعيد المخلافي، شقيق قائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي، بعرقلة الحملة الأمنية التي كانت بصدد ملاحقة المتهمين باغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين، الشهيدة افتهان المشهري.

الشرعبي قال إن الحملة واجهت عراقيل في حي الروضة من قبل محمد سعيد المخلافي، وذهب أبعد من ذلك بربط الأمر بشقيقه الشيخ حمود، في خطوة وصفها مراقبون بأنها "مسمومة وموجهة سياسياً".

في المقابل، سارع محمد سعيد المخلافي إلى نفي هذه الاتهامات جملةً وتفصيلاً عبر تسجيل مصور، مؤكداً عزمه على مقاضاة الشرعبي بتهمة التشهير، ومعتبراً أن تصريحاته تفتقد للمسؤولية وتستهدف الإساءة المتعمدة.

ياسين التميمي: "قتل للشهيدة مرتين"

الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي علّق على هذه التطورات، معتبراً أن الملف الجنائي للشهيدة المشهري "تديره أيادٍ لئيمة تفوح منها رائحة الأجهزة الاستخبارية". وأضاف أن محاولة إلصاق التهمة بالمخلافي وأسرته تمثل جريمة جديدة بحق الشهيدة، قائلاً:

"إنها محاولة لقتل افتهان مرتين، وإجهاض حلمها وحلم أبناء تعز بالحرية والكرامة".

التميمي أشار إلى أن تصريحات الشرعبي تكشف عن "أجندة خبيثة" هدفها إفشال مهمة الأجهزة الأمنية، وتبرئة القتلة، وتحويل مسار القضية من جريمة جنائية إلى صراع سياسي يستهدف المقاومة الشعبية في تعز.

دعوات لإقالة المتحدث الأمني

الانتقادات لم تتوقف عند حدود السجال الإعلامي، إذ ارتفعت أصوات تطالب مدير أمن تعز بإقالة الشرعبي فوراً، متهمينه بتحويل قضية أمنية حساسة إلى مادة للجدل العام، بما يخدم "المتربصين بتعز وأبطالها".

وأكدت مصادر محلية أن الشيخ حمود المخلافي بذل جهوداً لإنجاح مهمة الحملة الأمنية، وسهّل دخولها لتفتيش المنازل المشتبه بها، في الوقت الذي خرجت فيه تصريحات الشرعبي لتقوض هذه الجهود وتفتح باباً للانقسام.

تعز بين نار الاغتيالات وفتن التصريحات

تعيش مدينة تعز لحظة حرجة بعد جريمة اغتيال الشهيدة افتهان المشهري، التي هزت الرأي العام المحلي. ومع تفاقم التصريحات المتضاربة والاتهامات المتبادلة، يخشى كثيرون من أن تتحول القضية إلى ورقة ابتزاز سياسي، بدلاً من أن تسلك مسارها الطبيعي في القضاء.

وبينما يصر أبناء تعز على المطالبة بالعدالة لافتهان، يحمّل ناشطون الجهات الأمنية مسؤولية التعامل مع القضية بمهنية عالية، بعيداً عن المكايدات السياسية، حفاظاً على دماء الشهداء وصوناً لكرامة المدينة التي قدّمت آلاف التضحيات في سبيل الحرية