توفي منذ قليل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، ومفتٍ عام المملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء، عن عمر ناهز 82 عامًا.

وُلد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في مكة المكرمة يوم 10 فبراير 1943م، في أسرة علمية عريقة تنتمي إلى آل محمد بن عبدالوهاب، وعُرف منذ صغره بحفظه للقرآن الكريم على يد الشيخ محمد بن سنان عام 1373 هـ.

يُعد الشيخ عبدالعزيز أطول خطيب في تاريخ يوم عرفة، حيث تولى خطابة الحجيج في مسجد نمرة لمدة 35 عامًا، من 1402هـ وحتى 1436هـ (1982-2015م)، مقدّمًا خطبًا مليئة بالدروس الدينية والتوجيهات الروحية لملايين الحجاج على مدار عقود.

مسيرة علمية ووظيفية حافلة

بدأ الشيخ عبدالعزيز مسيرته العلمية كمدرس في معهد إمام الدعوة العلمي عام 1384 هـ، ثم تولى الإمامة والخطابة في جامع الشيخ محمد بن إبراهيم بالرياض عام 1389 هـ.

وتدرج في المناصب الأكاديمية والإفتائية، حيث أصبح أستاذًا مساعدًا بكلية الشريعة في 1399 هـ، وأستاذًا مشاركًا في 1400 هـ.

وعُين إمامًا وخطيبًا بمسجد نمرة بعرفة عام 1402 هـ، وعضوًا في هيئة كبار العلماء عام 1407 هـ، ثم انتقل ليصبح عضوًا متفرغًا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمرتبة الممتازة عام 1412 هـ.

تولى إمامة جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، وعُيّن نائبًا للمفتى العام بمرتبة وزير في 1416 هـ، قبل أن يصبح مفتياً عامًا للمملكة ورئيسًا لهيئة كبار العلماء بعد وفاة الشيخ عبدالعزيز بن باز في 1420 هـ.

حضور بارز في المحافل العلمية والدينية

لعب الشيخ عبدالعزيز دورًا محوريًا في نشر العلم الديني، من خلال إلقاء الدروس، والمشاركة في الندوات، والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، إضافة إلى مساهماته الكبيرة في الإفتاء والبحوث العلمية، محققًا توازنًا بين التعليم الشرعي والإرشاد العملي للمجتمع السعودي.

يغيب اليوم عن المملكة أحد أبرز العلماء الذين تركوا بصمة واضحة في الفكر الديني، ليظل اسمه علامة مضيئة في تاريخ السعودية الحديث، ومثالًا للعطاء العلمي والديني المتواصل.

كلمات دلالية: وفاة، عبدالعزيز آل الشيخ، السعودية، هيئة كبار العلماء، خطيب عرفة، مفتي المملكة