أحداث لا تُنسى: كيف أطاحت ثورة سبتمبر بحكم الإمامة؟
سياسة التحول السعودية في التعامل مع الحوثيين في اليمن

تبنت المملكة العربية السعودية مؤخراً سياسة جديدة للتعامل مع جماعة الحوثي في اليمن. على مدى السنوات الخمس الماضية، فشل التحالف العربي بقيادة السعودية في تحقيق انتصار في اليمن، وما زال الحسم العسكري في اليمن يمثل احتمالًا بعيدًا. إذن، يبدو تغيير المسار أمرًا ملحًا ولا يمكن تجنبه نظرًا إلى أن سنوات القتال البري والغارات الجوية قد أثبتت أنها غير فعالة وذات نتائج عكسية.

الآن، اختارت القيادة السعودية إجراء محادثات مع الحوثيين، الذين يعتبرهم السعوديون وكيلاً لإيران. كما اعتبرت المملكة الحوثيين منظمة إرهابية وميليشيا محظورة، لكنها الآن على استعداد للدخول في محادثات معهم في محاولة لوقف هجماتهم المدمرة وتوغلاتهم الحدودية المتكررة.

وفي حين أن المحادثات السعودية الحوثية باعثة للتفاؤل، فإنها لن تكون عصا سحرية لإخماد ألسنة الحرب التي جعلت اليمن موطنًا لأسوأ أزمة إنسانية. هذا التقارب تطور في اتجاهين. من المحتمل أن توقف هجمات الحوثيين على المنشآت الحيوية السعودية، لكن الحوثيين سوف يستفيدون سياسيا أيضًا.

تقود سلطنة عمان المفاوضات الجارية، وهي دولة خليجية ظلت حيادية منذ اندلاع الصراع بقيادة السعودية في اليمن. وفقًا للتقارير الأخيرة، تدور محادثات السعودية الحوثية حول منطقة عازلة على طول الحدود اليمنية السعودية، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي الذي توقف عن العمل في عام 2016 عندما أغلقته المملكة العربية السعودية، باستثناء الرحلات الجوية الإنسانية ورحلات الأمم المتحدة المحدودة. كما تريد السعودية من الحوثيين إنهاء علاقاتهم مع إيران وتفكيك قدراتهم البالستية.

السعوديون مهتمون بالتقارب مع الحوثيين خاصة في أعقاب هجوم الحوثيين في سبتمبر على شركة النفط العملاقة أرامكو، وعجز نظام الدفاع السعودي المتطور، بما في ذلك الصواريخ الوطنية، عن الدفاع عنها، وعن نفط بقيق والخريس. لقد تسببت الهجمات في تدمير حوالي 50 بالمائة من مصانع إنتاج أرامكو. في ذلك الوقت، تحمل الحوثيون بثقة المسؤولية عن الهجوم، قائلين إن بإمكانهم شن المزيد إذا استمرت المملكة العربية السعودية في عملياتها العسكرية في اليمن، ولا سيما الغارات الجوية.

الخطة الأساسية للتحالف العربي بقيادة السعودية هي القضاء على النفوذ الحوثي في ​​اليمن. ومع ذلك، أشار أنور قرقاش، وزير الشؤون الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو عضو قيادي في التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين في اليمن، إلى أن الحوثيين سيكون لهم دور في مستقبل اليمن. وقال "إن الميليشيات الحوثية قد ألحقت الدمار بالبلاد، لكنها جزء من المجتمع اليمني وسيكون لها دور في مستقبلها". مثل هذا البيان ما كان ليقال قبل عامين.

فيما يتعلق بالتقارب

يبدو أن الحوثيين ليسوا مستعدين بعد لترك أسلحتهم أو التراجع عن بعض المواقع أو تقديم تنازلات كبيرة للحكومة اليمنية التي تدعمها المملكة العربية السعودية والأمم المتحدة. لكن يمكن للجماعة أن تتوقف عن شن هجماتها الصاروخية على الأراضي السعودية طالما توقفت السعودية عن شن غارات جوية على اليمن وسمحت بإعادة فتح مطار صنعاء الدولي.

عارضت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً المحادثات الأخيرة بين السعودية والحوثيين. تعتبر الحكومة أن أي حوار سعودي مباشر مع الحوثيين يعتبر مكسب لجماعة الحوثي وتجاهل لشرعية الحكومة. وقال عبد العزيز الجباري، مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي، إنهم لم يبلغوا ببدء المحادثات بين السعوديين والحوثيين. مضيفاً أن القلق هو أن السعوديين يمكنهم التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين وترك الأراضي اليمنية بما في ذلك صنعاء تحت سيطرة الحوثيين. وتابع: "سيكون ذلك خطأً فادحًا ويؤسف السعوديين بشدة".

في الوقت نفسه، منذ بدء الحرب في عام 2015، فشلت الحكومة اليمنية في إيجاد حل سياسي أو عسكري، وقد أدت الأزمة الإنسانية التي تلت ذلك إلى تعقيد الوضع. وفي الوقت نفسه، فهي (أي الحكومة) على خلاف مع الانفصاليين الجنوبيين، الذين وقعوا مؤخرًا على اتفاق لتقاسم السلطة برعاية سعودية في الرياض.

وخلاصة القول هي أن أي محادثات بين السعودية والحوثي سوف تكون من أجل معالجة المخاوف التكتيكية لكلا الجانبين، ولكن هذا لن يعني بالضرورة أن تؤدي إلى سلام أوسع في اليمن. بدلاً من ذلك، يجب على جميع أطراف النزاع الدخول في محادثات سلام جادة غير مشروطة وإرساء الأساس لحل دائم وشامل.

لقراءة المادة الأصلية انقر هنا

 

 

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.