أبو منير ... جنرال الأرض والتاريخ
سيدي القائد..
على سفح الجبل الأخير كانت معركتك الأخيرة ، كان القتال ضاريا وعنيفا وكنت أشد ضراوة وأكثر عنفا ، وكالعادة تنسى أو تتناسى منصبك القيادي وتبقى ذلك الجندي الشجاع الذي يقاتل بإصرار وعناد .
اقتربت أنساق العدو من الموقع واقتربت بندقيتك العنيدة منهم أكثر وأكثر ، إلى جوارك أحد رفاقك الأبطال يصرخ بين كثافة الرصاص (يا فندم لا ترمي بالكاشف بيحددوا مكانك ) تجيبه بصوت غضب الاشتباك ( ذخر كل المخازن كاشف).
في معركة ليلية دامية كانت اشتباكاتها من مسافة صفرية أفرغت مافي جعبتك من ذخيرة ، وبعدها ثمانية مخازن ذخرها لك من إلى جوارك ، تلك الرصاص الغاضبة بعثت الحماسة في نفوس المقاتلين ونفخت فيهم روح الحرب فأزدادوا قوة وصلابة وثباتا .
تراجع من بقي من أنساق العدو لكن بندقيتك ماتراجعت بل طاردت العدو في تلك الدروب ، وفي أعماق وطيسها أوفيت العهد وصدقت الوعد ورحلت إلى ربك شهيدا مجيدا بعد سبع سنوات من المجد والشجاعة الأسطورية .
سبع سنوات من الحرب كنت أحد قادتها وأبطالها خضت مئات المعارك في مختلف جبهات القتال ، وخلالها أُصِبت أكثر من عشرين مرة وفي كل مرة كنت تعود إلى المعركة قبل التئام الجراح .
سلام عليك وأنت غاضب وثائر في سبتمبر من العام ٢٠١٤ تحرض الضباط والجنود على القتال والدفاع عن صنعاء ، فقد أردتها على عتبات العاصمة حربا لا سلم فيها ولا شراكة .
سلام عليك وأنت بعد سقوط العاصمة الضابط المشرد يبحثون عنك فيما تنام على أرصفة مدينة صنعاء وفي جولاتها وتحت جسورها ،ولأن القلب قلب أسد فقد نمت تحت أحد الجسور قريبا من نقطة تفتيش الحوثية .
سلام عليك وأنت تغادر بعدها من صنعاء إلى عدن وكنت هناك أركان حرب اللواء ٣١ مدرع ولك فيها حكاية مجد وحرب ،فحينما وصل الحوثيون إلى عدن استدعيت أحرار عدن وحرضتهم على القتال متعهدا لهم بأنك ستكون سندا ومددا .
لكن لأنك من شمال البلد الممزق أوضحوا لك بأن بقائك سيكون خطر عليك وعليهم ، ثم توصيهم أن يدافعوا عن مدينتهم وتفتح لهم مخازن تسليح اللواء ٣١ مدرع .
كان اللواء ٣١ مدرع يتمركز في منطقة البريقة وقد سلمت مخازن تسليح اللواء لمقاومة عدن فكانت البريقة معقلا للمقاومة الشعبية ومنطلقا لتحرير عدن وكنت الجندي المجهول وسر من أسرار صمود البريقة بل وصمود البلاد بكلها .
تطير إلى مأرب وتلتقي بالشهيد القائد عبدالرب الشدادي ولأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أتلف فقد تآلفت القلوب وتوحدت البنادق والجهود ، وقد أوكل لك قيادة الجبهة الشمالية بلاد الجدعان ثم صرواح ثم المنطقة العسكرية السابعة .
ثم طالت الحرب وطالت سنواتها وأنت ذلك القائد الصلب يحمل همة الملوك لا ينام ولا يترك أحد ينام ، قاتلت في كل جبهاتها وقدت المئات من المعارك حتى رحلت إلى ربك شهيدا مجيدا فسلام عليك في الأولين وسلام عليك في الأخرين وسلام عليك من أول رصاصة إلى يوم الدين .
التعليقات