بيان الإصلاح يضعه على خط التحرر من ابتزاز التحالف
بيان التجمع اليمني للإصلاح، جاء بمثابة رد سياسي احتجاجي أعزل، بما يناقض الصورة الكلية التي رسمت عنه من قبل خصومه وهم طيفٌ واسعٌ من الأحزاب المنبوذة شعبياً وأعداء فبراير وحلف الثورة المضادة الإقليمي والغرب المناهض لديمقراطية تدفع بالإسلاميين الى سدة الحكم.
لقد اظهره خصومه منذ 2011 امبراطورية من الشر المطلق وكرسوه كعدو، وحاربوا باسمه الدولة الثورة والجمهورية والوحدة وأخيرا السلطة الانتقالية التوافقية، ومضوا نكاية به في تنفيذ ومباركةِ مشروع تفكيك الدولة اليمنية.
حدد الاصلاح في البيان مطالبه بوضوح هذه المرة، وبنبرة كشفت عن استعداده الكامل للكلف السياسية المتوقعة.
في بيانه اتهم الاصلاح محافظ شبوة عوض الوزير بالمسؤولية الكاملة عن الجريمة التي وقعت في المحافظة وعن تداعيتها وطالب بتغييره.
كما انه وضع مجلس القيادة الرئاسي امام مسؤوليته ازاء ما جرى في شبوة ومنها اقالة المحافظ وجبر الضرر واعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة.
ولوح مقابل تخاذل محتمل من جانب الرئاسي بتعليق مشاركته في كافة المجالات ، ما قد يتسبب في اهتراء البناء السلطوي الهش الذي أعادت السعودية والامارات انتاجه في السابع من ابريل الماضي متمثلاً في مجلس رئاسي من 8 أشخاص، ومؤسسات جديدة ملحقة به لتمثل شرعية جديدة وبديلة بشكل كافي عن مجلسي النواب و الشورى، ان لم يكن على مستوى الاحلال الكامل فسيكون على مستوى الصلاحيات التي تتطلبها المرحلة الانتقالية الجديدة.
استهدف التجمع اليمني للإصلاح في شبوة على مستويين: مادي من خلال اقتحام المقر وتدمير ونهب محتوياته، ومعنوي من خلال تكريسه طرفا متمردا غير قابل للوجود عبر تصويره تنظيماً يضع يده ويهيمن على معسكرات والوية وقطاعات أمنية.
لقد توسلت حرب التحالف الظالمة في شبوة ذريعة مواجهة "ميلشيا الاخوان" والمقصود بها الاصلاح الشريك في السلطة الانتقالية، غير أن الهدف الاساسي هو استئصال وتدمير مقومات الدولة اليمنية ومقدرات المواجهة المصيرية والحتمية مع الحوثيين، واخراج محافظة شبوة كلية من هذه المواجهة.
لقد بدا التحالف في جريمة الاعتداء على مؤسسات الدولة في شبوة عاريا من أي ستر فقيرا لكل ذريعة، بعد ان فشلت الميلشيات المدعومة من قبله في القيام بالدور القذر بنجاح واعفائه من التورط في حرب مكشوفة ضد حلفائه في ظل سريان الهدنة ودون مسوغ أخلاقي.
وما بدا أنه رسالة خشنة لليمنيين من خلال ضرب مؤسسات الدولة اليمنية شبوة التي اخت لا لكل وقاحة في حزب اسمع الاصلاح، ها هو يتحول بصورة مثيرة إلى فسحة كبيرة أمام الإصلاح والمعسكر الوطني، لكي ينوعا خياراتهما، ويتحررا من الابتزاز الذي يمارسه التحالف من خلال التهديد برفع الغطاء الجوي عن مأرب وجبهات المواجهة الساخنة مع الحوثيين.
أعتقد أن معركة الإصلاح الوطنية بدأت منذ لحظة اصدار هذا البيان تسلك خطاً متحرراً، لتبدو معركة أصيلة وليست ملحقة بإرادة تحالف تسبب فيما نسبته 99'99 بالمائة من الانكسارات والخسائر والنكسات التي تعرض لها معسكر الشرعية.
أتصور أن الإصلاح في طريقه الى مغادرة الخنادق المحاصرة لخوض معركة مفتوحة يتطلع الشعب اليمني الى خوضها ضد كل من يهدد دولته من شيعة الشوارع لا حوثيين والايرانيين، وتحالف بدا أقرب الى الاستسلام لمشروع ايران الجيوسياسي، رغم كل العنتريات التي يستعرضها ضد حلفائه المفترضين والاعتداءات التي ينفذها عليهم بأنانية الأعرابي وجلافته ونفاقه.
التعليقات