ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

انتفاضة إيران.. السلطات تهدد اسر الطلاب الذين يقودون المظاهرات

في الأسبوع الثالث من انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية تجمع طلاب مختلف الجامعات الإيرانية واعتصموا بجامعاتهم اليوم، الثلاثاء 4 أكتوبر (تشرين الأول)، معربين عن دعمهم للاحتجاجات التي عمّت أرجاء البلاد، رافضين قمع واعتقال زملائهم في الجامعات، بما في ذلك جامعة شريف.

كما ازداد احتجاج طالبات المدارس، وخلع العديد من الطالبات أوشحتهن، ورددن دون خوف شعارات ضد النظام الإيراني والمرشد علي خامنئي، ومزقن صور "روح الله خميني" من كتبهن.

وبالتزامن مع احتجاج الآلاف من طالبات المدارس في جميع أنحاء إيران، أضربت مجموعة من المعلمين في مدينتي سقز وسنندج، اليوم الثلاثاء 4 أكتوبر، رافعين لافتات كتب عليها: "المرأة، الحياة، الحرية"، "مهسا أميني" و"يوم المعلم العالمي".

 

الأمن يهدد أسر الطلاب

وفي محاولة لاحتواء التجمعات الطلابية تواصل أمن بعض الجامعات مع أولياء أمور الطلاب "لمنع استمرار الاعتصامات الطلابية".

وأفادت قناة "المجالس" النقابية لطلبة البلاد أنه في الأيام الماضية تم الاتصال بأسر العديد من الطلاب، وتم تحذيرهم لمنع أبنائهم من ممارسة أنشطة "مناهضة للنظام" في الفضاء الإلكتروني.

وتأتي هذه الاتصالات بهدف إثارة الرعب والضغط النفسي على أسر الطلاب، ومن أجل إنهاء الاعتصامات الطلابية احتجاجا على قمع واعتقال زملائهم.

 

حصار الجامعات والاعتداء على الطلاب

وبحسب التقارير المنشورة، حاصرت قوات خاصة ظهر اليوم الثلاثاء، كلية الميكانيكا بجامعة "خواجه نصير" الواقعة في طهران، ولم يتمكن طلاب هذه الجامعة من المغادرة، مما جعلهم في خطر.

وحدث ذلك أثناء اعتصام مجموعة من طلاب هذه الكلية، وهم يرددون هتافات مثل "المرأة، الحياة، الحرية".

كما خاطب طلاب كلية الميكانيكا بجامعة "خواجه نصير" عناصر الأمن وهتفوا بشعار "لقد شعر عديم الغيرة بالضعف، فذهب وأحضر بندقية".

ونظم طلاب جامعة "تربيت مدرس" وكلية الإدارة في جامعة "طهران"، منذ صباح يوم الثلاثاء، تجمعًا على جانبي سياج الجامعة.

وخاطب طلاب جامعة "الزهراء" طلبة الباسيج الذين تجمعوا على الجانب الآخر من ساحة الجامعة في تجمعهم يوم الثلاثاء، ورددوا شعارات مناهضة للباسيج.

وفي جامعة "بهشتي"، نظم الطلاب تجمعًا ورددوا هتافات مثل "الباسيجي الكذاب، أين بطاقة الطالب الخاصة بك".

وأظهر الفيديو الذي أرسله الجمهور إلى "إيران إنترناشيونال" أنه اليوم الثلاثاء، اعتصم طلاب جامعة "علم وصنعت طهران" في فناء الجامعة، ورددوا شعار: "أيها الطالب الغيور ندعمك، ندعمك".

ونظم طلاب جامعة "تبريز" للعلوم الطبية تجمعًا ورددوا شعار: "من كردستان إلى تبريز الفقر والفساد والتمييز".

كما تعرض طلاب جامعة "تبريز" في الأيام الماضية لهجمات من قبل القوات القمعية.

ونظم طلاب جامعة "كردستان" للعلوم الطبية تجمعًا في حرم الجامعة، ورددوا شعار: "من شريف إلى كردستان.. إيران كلها ملطخة بالدماء".

كما نظم طلاب جامعة "كيلان" للعلوم الطبية تجمعًا في باحة مستشفى رازي وحملوا لافتات مثل "الباسيجي لا يصبح طالبًا" و"سيارة الإسعاف وسيلة لنقل المرضى" (في إشارة إلى نقل قوات الأمن بسيارات الإسعاف).

وفي أورميه، نظم الطلاب تجمعًا في ساحة الجامعة ورددوا هتافات مثل: "يجب إطلاق سراح الطالب المسجون".

وشكل طلاب جامعة "فردوسي" في مشهد تجمعا كبيرا في هذه الجامعة، مرددن شعارات مثل: "مشهد، زاهدان، أضحي بحياتي من أجل إيران" و"العدل، الحرية، الحجاب الاختياري".

وذكرت الأنباء أن هذا التجمع عقد أمام كلية العلوم الأساسية بجامعة "فردوسي" في مشهد، وردد الطلاب المحتجون شعار "هذا لم يعد احتجاجا.. إنه بداية ثورة".

وبحسب التقارير والصور المنشورة، تجمع طلاب جامعة "نوشيرواني" في بابل، وكذلك طلاب جامعة "قم" في فناء جامعاتهم.

ويأتي استمرار الاحتجاجات والاعتصامات الطلابية في حين أن جامعة "شريف" للتكنولوجيا شهدت هجوما عنيفا من قبل القوات القمعية على الطلاب المتظاهرين مساء الأحد 2 أكتوبر.

وبعد محاصرة جامعة "شريف" للتكنولوجيا ودخولها الجامعة، أطلقت هذه القوات النار ببنادق الصيد وأصابت العشرات من الطلاب.

وبحسب آخر الأخبار، فقد تم اعتقال أكثر من 40 طالبًا، خلال اشتباكات الأحد، بعد تعرضهم للعنف والضرب، كما تعرض عدد من أساتذة هذه الجامعة للضرب.

 

مقتل العشرات من المتظاهرين

فيما أفاد النشطاء البلوش أن حصيلة قتلى إطلاق قوات الأمن الإيرانية النار على المصلين في زاهدان، جنوب شرقي إيران، يوم الجمعة الماضية وصلت إلى "أكثر من 80 شخصًا بينهم طفلان".

وكتب الناشط البلوشي المقيم في ألمانيا، فرزین كد خدائي، على حسابه في "تويتر"، أنه مع تحديد هوية طفلين يبلغان من العمر 12 و14 عامًا يدعيان "جواد بوشه"، و"سُديس كشاني"، فإن عدد المواطنين القتلى من أحداث يوم الجمعة الماضي في زاهدان وصل إلى 82 حتى الآن.

وكتب هذا الناشط البلوشي أسماء جميع الضحايا الـ82 الذين قتلوا في إطلاق النار.

 

اعتقال عشرات الحقوقيين ومطالب حقوقية بوقف استغلال الأطفال

في غضون ذلك أعلنت إحدى عشرة منظمة حقوقية في بيان، أنه منذ 18 سبتمبر (أيلول)، تم اعتقال أكثر من 50 من المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران، بالإضافة إلى الصحافيين، والطلاب الناشطين، واتهم بعضهم بـ"العمل ضد الأمن القومي".

وأضافت المنظمات أنها قلقة من عمليات الاعتقال والاحتجاز المؤقت والضرب التي تعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان وصحافيون ونشطاء طلابيون ونشطاء مدنيون خلال الاحتجاجات، وتطالب السلطات الإيرانية بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المدافعين عن حقوق الإنسان الذين تم اعتقالهم ظلما.

ودعت المنظمات الحقوقية السلطات إلى إعادة الوصول الكامل على الفور لشبكة الإنترنت، وإعادة الاتصالات والامتناع عن الحجب وإبطاء الشبكة العنكبوتية، وتعطيل منصات وأدوات الاتصال عبر الإنترنت.

وكانت مؤسسة برومند، وهيومن رايتس ووتش، وحملة نشطاء البلوش، من بين الموقعين على البيان

كما أصدرت جمعية حماية حقوق الطفل في إيران، بيانا أدانت فيه استخدام الأطفال في عمليات قمع الاحتجاجات في الشوارع، فضلا عن قتل واعتقال الأطفال والمراهقين خلال الاحتجاجات العامة في إيران.

ودعت الجمعية في بيانها إلى إنهاء "العنف ضد الأطفال"، وخاطبت السلطات الإيرانية: "ارفعوا أيديكم عن الزناد".

ومع وصول الاحتجاجات العامة في إيران إلى الذروة، وتعب ونقص قوى القمع الإيرانية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور أطفال ومراهقين يرتدون زي "الباسيج" و"الحرس الثوري الإيراني"، مما أثارت غضب العديد من الناشطين.

وقُتل في الأسبوعين الماضيين، أطفال ومراهقون أو اعتقلوا وضُربوا على أيدي قوات القمع في جميع أنحاء إيران

 

أميركا وأوروبا بصدد إصدار عقوبات جديدة ضد المسؤولين الإيرانيين

وعلى صعيد رود الفعل الدولية كتب الرئيس الأميركي جو بایدن فی تغریدة له: "الولايات المتحدة تقف إلى جانب النساء والمواطنين الإيرانيين الذين يلهمون العالم بشجاعتهم".

وأضاف بايدن: "هذا الأسبوع سنفرض عقوبات أكثر على مسببي العنف ضد المحتجين المسالمين، نحن سنستمر في دعمنا لحق الإيرانيين في الاحتجاج بحرية".

فيما أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، أن الاتحاد الأوروبي يسعى لتجميد أصول وحظر سفر على عدد من المسؤولين الإيرانيين المتورطين في قمع المحتجين.

وأضافت أن شخصيات النظام القمعي التي ترسل أبناءها للعيش في الغرب ستكون هدفًا لهذه الإجراءات.

وذكرت وزارة الخارجية النمساوية لـ"إيران إنترناشيونال" أنها تدين بشدة "الأعمال الوحشية للسلطات الأمنية الإيرانية" ضد المحتجين، وفي إشارة إلى اجتماع الاتحاد الأوروبي المقبل، قالت الخارجبة النمساوية: "نحن مع شركائنا الأوروبيين في فرض عقوبات على المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان".

 

المصدر: إيران إنترناشيونال

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.