بين جحيم المعاناة وتقصير الحكومة.. العالقون اليمنيون في السودان يستغيثون

سلط تقرير حديث الضوء على أوضاع اليمنيين العالقين في السودان، البالغ عددهم أكثر من الفي شخص يقبعون في ظروف معيشية صعبة للغاية.

واتهم التقرير الصادر عن مركز المخاء للدراسات الاستراتيجية الحكومة اليمنية بتجاهل قضية إجلاء العالقين، الذين وقعوا هناك بين فكَّي كمَّاشة، بين اقتتال دموي عنيف بين الأطراف السودانية المتنازعة، وبين بلدهم الموبوءة بالحرب منذ أكثر مِن ثمان سنوات، والعاجزة عن استقبالهم.

وأطلق العالقون اليمنيون في السودان نداء استغاثة للعالم الخارجي لإجلائهم إلى خارج السودان بشكل عاجل، جرَّاء الأزمة الإنسانية التي وقعوا فيها نتيجة الاقتتال الدامي بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع، وعملوا إطلاق حملة إعلامية واسعة، الجمعة 5 مايو الجاري، لإيصال صوتهم إلى العالم الخارجي، لإغاثتهم مِن الوضع الإنساني الكارثي الذي انحشروا فيه بالسودان.

وقال التقرير " أن الحكومة اليمنية تجاهلت قضية إجلائهم مِن السودان، ووقعوا هناك بين فكَّي كمَّاشة، بين اقتتال دموي عنيف بين الأطراف السودانية المتنازعة، وبين بلدهم الموبوءة بالحرب منذ أكثر مِن ثمان سنوات، والعاجزة عن استقبالهم".

وأضاف: "في الوقت الذي قامت فيه المملكة العربية السعودية بإجلاء أكثر مِن (5) آلاف عالق في السودان، مِن مواطني نحو (97) جنسية، بحرًا وجوًّا، مِن مدينة بورت سودان الساحلية، على الضفة الغربية للبحر الأحمر، إلى مدينة جدَّة على الضِّفة الشرقية للبحر الأحمر بالسعودية، بينهم أكثر مِن (450) عالق يمني، منذ بداية الحرب السودانية وحتى نهاية أبريل الماضي، بينما لا يزال غياب الحكومة اليمنية عن إجلاء بقية العالقين اليمنيين في السودان هو الطَّاغي حتَّى الآن، والذين يقدَّرون بالآلاف".

واستعرض مركز المخا للدراسات في تقريره، قصص عالقون يمنيون في السودان، والذين تعرَّضوا له خلال فترة الاقتتال بين الفرقاء السودانيين.

وبحسب التقرير فقد قال الطالب اليمني في مجال الطب، حيدر الفقيه، "تعرَّضنا للجحيم خلال موجات الاقتتال الداخلي في السودان، وبعد أن تمكَّنَّا مِن الوصول إلى مدينة بورت سودان، مِن أجل إجلاءنا إلى بلادنا، تفاجأنا برفض فرق الإجلاء السعودية إجلاءنا أسوة بزملائنا اليمنيين الذين تمَّ إجلاءهم في السَّابق، في دفعتين عبر البحر إلى مدينة جدَّة، بمبرِّر عدم وجود تواصل وتنسيق مِن قبل السلطات اليمنية معها".

وأضاف: "مضى علينا أكثر مِن أسبوعين في مدينة بورت سودان في وضع مأساوي، حيث تمَّ إجلاء حوالي 400 يمني فقط مِن السودان، عبر المندوب السعودي هنا، بدون تنسيق أو تدخُّل مِن السفارة اليمنية في الخرطوم، وتفاجأنا بعدها بإيقاف إجلاء اليمنيين بشكل كامل".

ونقل مركز المخا، عن مصدر في اتِّحاد الطُّلاب اليمنيين "إنَّ الحكومة اليمنية لم تقدِّم أيَّ جهود تذكر، ولم تقم بأيِّ دور حتى الآن لإجلاء العالقين اليمنيين في السودان، ما عدا تصريحات ووعود لم يتم الوفاء بها، ولا تتَّسق مع حجم المأساة التي يعاني مِنها اليمنيون العالقون هناك".

وطالب العالقون اليمنيون في السودان الحكومة اليمنية بالتحرُّك العاجل لإنقاذهم مِن الوضع المأساوي الذي يعانونه هناك منذ اندلاع المواجهات المسلَّحة في السودان الشهر الماضي، كما ناشدوا المجتمع الدولي لإنقاذهم جرَّاء تقصير حكومة بلادهم، وغياب جهودها الميدانية لإجلائهم مِن السودان.

وكشف أنَّ الطرف السعودي أوقف عملية إجلاء العالقين اليمنيين في السودان نتيجة التقصير لدى الجانب اليمني، والذي يتجلَّى في أنَّ الحكومة اليمنية لم تقدِّم خطة عملية لإجلاء الواصلين للسعودية إلى اليمن أو إلى خارج أراضيها، وفي عدم تجاوب السفارة اليمنية مع جهود الإجلاء السعودية في بورت سودان، حيث لا يوجد أيُّ أثر لجهود عملية للسفارة أو لطاقمها، إلَّا في النادر.

وذكر المصدر أنَّ دور وزارة الخارجية وحضور الحكومة اليمنية عمومًا كان ضعيفًا للغاية، ولم يرق لمستوى حجم الكارثة، حيث لم يكن بالمستوى المطلوب، وكانت التصريحات الرسمية متخبِّطة والالتزامات الحكومية المالية قليلة، ووصل جزء مِنها فقط، وبدى الضَّعف الشديد في إدارة هذه الكارثة واضحًا، ولا يوجد أي تنسيق في إدارة الطوارئ مِن قبل الحكومة اليمنية وسفارتها في الخرطوم.

للاطلاع على المزيد اضغط هنــــــا

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية