مصادر تكشف هوية العميد النهاري الذي يحتفي الحوثيون بعودته إلى صنعاء ضمن "المغرر بهم"؟
بين حين وآخر وجزء من البروبجندا التي تنتهجها مليشيا الحوثي في صنعاء لإظهار غلبتها وأن مناوئيها ليسوا أكثر من مغرر بهم يعودون بين الفينة والأخرى، يتصدى لهذه المهمة القيادي الحوثي المعين محافظاً لذمار محمد البخيتي.
هذا الأسبوع ظهر البخيتي في صنعاء وهو يستقبل عائدين من "المغرر بهم" ونشرت الآلة الدعائية الحوثية خبراً أن من بين العائدين من المغرر بهم اللواء عبدالحميد النهاري "مدير مكتب الفار علي محسن"، منطلقين في ذلك من كونهم يتعاملون مع جمهور من الأتباع يصدق كل ما يلقيه إعلامهم من أكاذيب.
بينما الحقيقة أن من استقبله محمد ناصر البخيتي ضابط برتبة عميد يدعى عبدالحميد النهاري لا علاقة له بمكتب الفريق علي محسن صالح، بل إن آخر عمل له في السلك العسكري قبل 2015 كان قائد لواء في محافظة الحديدة التي كانت ضمن نطاق انتشار الوحدات التابعة للفرقة الأولى مدرع.
العميد عبدالحميد النهاري ينتمي إلى مديرية زبيد كان من الضباط الذين أعلنوا ولاءهم للمليشيا بعد سيطرتها على صنعاء عام 2014 وسافر إلى صعدة لإعلان الولاء لجماعة الحوثي مبدياً استعداده للعمل ضمن المنظومة الجديدة، وحسب ما نقل مقربون منه فإن ذلك الموقف كان بدافع الحفاظ على أراضي وعقارات كثيرة في صنعاء والحديدة اكتسبها أثناء عمله كقائد عسكري.
وحسب المعلومات التي تقصاها "المصدر أونلاين" فإن موقفه هذا وتوظيفه لنسبه كونه ينتمي لعائلات هاشمية، لم يكن كافياً لصد شهية النهب لدى المليشيا القادمة من الجبال وحماية ممتلكاته إذ وضع الحوثيون يدهم عليها ضمن ما سيطروا عليه في صنعاء والحديدة ولم يشفع له موقفه السائل لحمايتها، إذ ظل في نظرهم مصنفاً ضمن العملاء.
بعد أن فشلت محاولات النهاري في حماية ممتلكاته غادر صنعاء في وقت متأخر عام 2016 إلى مدينة مارب لكن موقفه السابق في صنعاء أفشل جهوده في محاولة إقناع قيادة الجيش التابع للحكومة الشرعية في الحصول على منصب.
بقي العميد النهاري في مارب فترة قصيرة ثم انتقل إلى مدينة سيئون بمحافظة حضرموت حيث استقر فيها كغيره من السكان الذين فروا من مناطق سيطرة المليشيا، بالإضافة لمحاولته الحصول على العلاج حيث يعاني من عدة أمراض مزمنة بينها السكري.
رغم كل محاولاته توظيف انتمائه لذات السلالة الهاشمية إلا أن العميد النهاري واجه صلفاً من المليشيا منطلقة في ذلك من كونه أحد القادة الذين شاركوا في الحروب الست ضدها في صعدة وكان واحداً من الضباط الذين داهموا مؤسس وزعيم المليشيا في جرف سلمان، وكان النهاري ممن أصيبوا يومها وهو ما جعل أقارب له وأصدقاء ينصحونه بعدم العودة لأن الحوثيين لن ينسوا له هذا الدور.
استمر النهاري في بعث الوسطاء لمحاولة إقناع الحوثيين بتسليم بيوته وأراضيه التي نهبوها، ومؤخراً تلقى إشارة إيجابية أن لديهم استعداد لإعادة بعض الممتلكات فعاد إلى صنعاء ليستقبله البخيتي ويحوله إلى انتصار إعلامي ضمن البروبجندا التي تنتهجها الجماعة لإقناع السكان في مناطق سيطرتها أن مصير كل خصومها العودة إليها.
التعليقات