تقرير: جزيرة سقطرى ثمينة حولتها الامارات مسرحاً للتوترات ونشر الفوضى
قال تقرير نشره موقع برنامج ديلي جيك شو، السبت، إن سقطرى جزيرة هشة ثمينة تستحق الحماية، وليس مسرحا للتوترات السياسية والعسكرية التي تهدد مستقبلها.
وأشار الموقع في تقرير له إلى أن سقطرى هي موطن للنباتات والحيوانات الفريدة في العالم، والتي تكيفت مع مناخها الجاف والعزلة الجغرافية.
ووفقا لليونسكو، التي أدرجتها كموقع للتراث العالمي في عام 2008، فإن 37 ٪ من 825 نوع من النباتات و90 ٪ من أنواع الزواحف و 95 ٪ من أنواع القواقع البرية مستوطنة في سقطرى.
شجرة أسطورية
ويفيد أن من بين النباتات الأكثر شهرة في الجزيرة شجرة دم الاخوين، وهي شجرة تنتج مادة صمغية حمراء اللون تسمى“ دم الاخوين”.
ووفقا لأسطورة محلية، ولدت هذه الشجرة من دم هابيل، قتل على يد شقيقه قابيل في الجزيرة. واسم سقطرى يأتي من“ سوق قطرة ”التي تعني“ سوق دم الاخوين”.
وتتعرض شجرة الاخوين للتهديد بسبب تغير المناخ، مما يجعل الجزيرة أكثر جفافا وأقل ملاءمة لنموها.
وقدرت دراسة أجراها مركز نباتات الشرق الأوسط (CMEP) عام 2007 أن عدد أشجار الاخوين يمكن أن يتقلص إلى النصف هذا القرن.
مناظر طبيعية متنوعة ورائعة
ويرى أن الجزيرة تنفرد بمناظر طبيعية متنوعة ورائعة، مع شواطئ رملية وجبال وعرة وكهوف من الحجر الجيري. يسكنها ما يقرب من 60.000 نسمة، يتكلمون بشكل رئيسي السقطرية، وهي لغة عربية جنوبية.
ويعيش السكان بشكل رئيسي من صيد الأسماك والثروة الحيوانية والزراعة. عرفوا كيف يحافظون على بيئتهم وثقافة أجدادهم.
وضع جيوسياسي معقد
ويقول: لكن سقطرى لم تسلم من الصراعات التي تهز المنطقة. ترتبط رسميا باليمن منذ عام 1967، وهي تخضع لسيطرة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2018، والتي أرسلت قوات إلى الجزيرة كجزء من تدخلها في الحرب الأهلية اليمنية.
وتدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي (CTS)، وهو حركة انفصالية استولت على السلطة في الجزيرة في عام 2020.
ووفقا للتقرير فقد استغلت الإمارات الفوضى التي خلفتها الحرب في اليمن للاستيلاء على سقطرى دون مواجهة مقاومة وقامت بنشر جنود ومعدات عسكرية في الجزيرة، بالإضافة إلى مستشارين سياسيين واقتصاديين. كما قامت ببناء قاعدة جوية وبحرية على الجزيرة.
ويضيف: الإمارات أيضا متهمة بالرغبة في تحويل سقطرى إلى قاعدة عسكرية ومركز سياحي، متجاهلة مصالح السكان والتنوع البيولوجي. كما يشتبه في أنها حاولت تصدير أنواع محمية بشكل غير قانوني من الجزيرة.
ويقول: بالتالي تقع سقطرى في قلب المواجهة الإقليمية بين الإمارات واليمن، ولكن أيضا بين المملكة العربية السعودية وإيران، اللتين تدعمان على التوالي المجلس الانتقالي، والمتمردين الحوثيين.
ويفيد أن الجزيرة مطمع أيضا من قبل الصومال المجاورة، التي تدعي السيادة على الأرخبيل، لذلك فإن سقطرى هي جزيرة هشة ثمينة تستحق الحماية والاحترام، وإنها تمثل تراثا طبيعيا وثقافيا لا يقدر بثمن للعالم بأسره.
تعاني من عواقب الحرب
من جانبه يذهب الخبير البيئي فابيو بالوكو إلى أن جزيرة سقطرى تعاني من عواقب الحرب الدائرة في اليمن، فضلا عن زيادة الوزن البشري وتربية الأغنام.
وأكد أن الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي تأثرت بشكل هامشي بالحرب التي تدور رحاها بين الفصائل اليمنية المتناحرة ومع تدخل التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
التعليقات