بعد تصريحات نتنياهو.. أردوغان يؤكد أن غزة أرض فلسطينية وعلى واشنطن تقبّل ذلك
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "غزة أرض فلسطينية قبل كل شيء. وعلى الولايات المتحدة تقبّل هذا الأمر".
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، خلال عودته من العاصمة السعودية الرياض عقب مشاركته، السبت، في القمة العربية الإسلامية الطارئة بشأن الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال ليل السبت في مؤتمر مشترك، مع وزير الأمن يوآف غالانت والوزير في "كابنيت الحرب" بيني غانتس، أن السلطة الفلسطينية لن تعود إلى قطاع غزة في نهاية الحرب
وأشار أردوغان، إلى أنه "من غير الممكن التفاهم مع (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، إن كانت لديه مقاربة مفادها أن غزة أرض لإسرائيل والمستوطنين المحتلين وليست للشعب الفلسطيني".
وأضاف "رأينا مرة أخرى كيف أن الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية تصبح عاجزة وظيفيا وعمياء عندما يكون القتلى مسلمون".
وشدد على ضرورة "تحديث الهيكل الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، وينبغي تغيير نظام العضوية الدائمة وحق النقض في الأمم المتحدة".
وأوضح أردوغان، أنه "لا يمكن ترك مستقبل العالم وحياة الشعوب تحت رحمة 5 دول تملك حق الفيتو (مجلس الأمن)".
وانتقد مطالبة أطراف لم يسمها بتوصيف "حماس كتنظيم إرهابي"، مؤكداً أنها "ليست منظمة إرهابية بل هم أناس يناضلون لحماية أرضهم ويحاربون من أجل وطنهم".
أردوغان، شدد على أنه "ليس من الممكن اتخاذ مبادرات أو وضع خطط رغما عن تركيا في هذه المنطقة، فمواقفنا وقيمنا ومبادئنا واضحة".
وأردف "تركيا دولة رئيسية في حل مشاكل المنطقة، وهي من قدمت المقترحات الأكثر قابلية للتنفيذ فيما يتعلق بحل الأزمة الراهنة (الحرب في غزة)".
ودعا الرئيس التركي المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات ملموسة حيال المجازر" في قطاع غزة.
واستدرك قائلا "لكننا نرى أن مجلس الأمن الدولي عاجز من جديد".
وشدد أردوغان، على أنه "ليست هناك أرضية تخدم السلام أكثر من عقد اجتماع يشارك فيه كافة أطراف المنطقة، بمن فيهم أطراف الحرب".
وتابع "رغم تنافس حكومات دول على معانقة الإدارة الإسرائيلية من أجل مصالحها الإمبريالية، إلا أن إسرائيل باتت دولة قاتلة للرُضع في نظر الشعوب".
وحول البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة، قال أردوغان إنه يتضمن العديد من "النقاط العملياتية، وذكر الكثير مما لم يُذكر حتى اليوم".
وأشار إلى وصف البيان "المستوطنين بـ الإرهابيين"، واعتبره "النص الذي يخلق الجيواستراتيجية".
وأردف: اقترحنا ولأول مرة، عقد مؤتمر نزع السلاح النووي في المنطقة، انطلاقاً من الأسلحة النووية الإسرائيلية.
وشدد على أن طرح فكرة نزع السلاح النووي في المنطقة "يكشف إسرائيل والدول التي تقف وراءها".
ولفت إلى إدراج عبارة "كسر الحصار" في البيان الختامي أيضاً، مبيناً أن مثل هذه مصطلحات تنفيذية أكثر من كونها دبلوماسية.
وأكد على أن البيان الختامي لقمة الرياض لم يكن ذو طابع نظري فحسب، بل تضمن عناوين عملية أيضاً، مثمناً وصف المستوطنين في البيان بـ "الإرهابيين".
وأوضح أن تركيا طالبت بإدراج التطورات الأخيرة في غزة، بشكل مفصل في البيان الختامي لقمة الرياض، ونالت مطلبها في ذلك.
وأعرب عن تمنيه بأن تكون قرارات القمة وسيلة للخير، مؤكداً أن تركيا ستتابع هذه المرحلة.
وفي سياق متصل، قال أردوغان إن حضورهم إلى الرياض جاء في إطار إعلاء "صوت مشترك وإيجاد الحلول المشتركة".
وأضاف أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وصل الرياض قبل يوم من انعقاد القمة، وأجرى مباحثات مع نظرائه في الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في خطوة "لرسم إطار البيان الختامي معاً".
وحول المساعدات التي أرسلتها تركيا إلى مصر لإيصالها إلى غزة، قال أردوغان إن بلاده أرسلت حتى الآن 10 طائرات محملة بقرابة 230 طنا من المساعدات.
وأضاف في ذات السياق، أن سفينة انطلقت من ولاية إزمير، الجمعة، متجهة إلى مصر ومحملة بـ 50 حاوية تضم مساعدات طبية ومعدات لإنشاء مشافي ميدانية يبلغ حجمها الإجمالي 660 طناً.
الرئيس التركي دعا إلى ضرورة اتحاد العالم الإسلامي وإعلاء صوت مشترك فيما يخص فلسطين وغزة.
وأفاد بأنه ركز في لقاءاته الثنائية مع الزعماء على هامش قمة الرياض، على أن جهود التطبيع ستبقى عقيمة ما لم يتم إيجاد حل للقضية الفلسطينية.
وأكد على أن التوصل إلى السلام الدائم لا يمكن سوى عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والوحدة الجغرافية، بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
التعليقات