أحداث لا تُنسى: كيف أطاحت ثورة سبتمبر بحكم الإمامة؟
ليلة القدر بإسطنبول: تضرعات لله بنصر غزة والمسلمين

في جوامع إسطنبول التي امتلأت بالمصلين في ليلة القدر، مساء الجمعة، ارتفعت الأيادي بالدعاء إلى الله والتضرع له بنصر المسلمين والفرج على أهالي قطاع غزة، الذين يواجهون حربًا إسرائيلية شرسة مستمرة منذ نصف عام.

إذ تدفق عشرات الآلاف من المصلين إلى "جامع الفاتح" التاريخي بحي الفاتح في قلب البلدة القديمة لإسطنبول، حتى فاض بهم الجامع، ليفترشوا باحاته، وفق رصد مراسل الأناضول.

مسلمون بمختلف الأعمار والجنسيات يتراصون إلى جانب بعضهم في صفوف طويلة، يدعون ويؤمنون بصوت واحد، بقلوب مؤمنة تطلب من الله عز وجل غفرانًا وقبولاً مع الأيام الأخيرة من الشهر الكريم.

الأجواء الروحانية في "جامع الفاتح" امتدت إلى الجوامع التاريخية القديمة والكبيرة بإسطنبول، التي امتلأت عن آخرها بالمصلين، حيث يحرص ملايين المسلمين في تركيا على إحياء "ليلة القدر" التي تُعد "خيرًا من ألف شهر".

 

** أجواء إيمانية

لكن "جامع الفاتح" تظل له رمزية تاريخية خاصة، كما يمكنه استيعاب أعداد كبيرة من المصلين بفضل موقعه المركزي واتساعه وباحاته الجميلة.

هناك تسابق المصلون على الدعاء وقراءة الأذكار والقرآن وإحياء سنن الصلوات وأداء صلاتي العشاء والتراويح، وسط أجواء إيمانية تخللها التوجه والتضرع إلى الله لترتفع الأيادي وتتوجه قلوب العباد لخالقهم.

وبينما تصدح أعذب الأصوات بتراتيل القرآن، كان آخرون منهمكون في توزيع المياه وحلوى الحلقوم على المصلين بهذه المناسبة.

وإلى جانب إخوانهم من المواطنين الأتراك، شهد "جامع الفاتح" في ليلة القدر حضورًا لافتًا من الجاليات العربية المقيمة في إسطنبول، إلى جانب مسلمين آخرين من جاليات مختلفة، مشكلين معًا لوحة فسيفسائية مميزة تعكس الأجواء الروحانية في إسطنبول وتركيا.

كما كانت العائلات أيضًا حاضرة في مراسم إحياء ليلة القدر، صحبة النساء والأطفال، حيث توجهوا جميعًا بقلب واحد بالدعاء إلى الله.

فيما أحضر قسم من الحاضرين وجبة سحوره معه ليبقى عابدًا إلى وقت السحور.

وسيواصل العابدون في هذه الليلة عباداتهم وقراءاتهم وصلواتهم المختلفة حتى وقت السحور وصلاة الفجر، وكلهم أمل أن يتقبل الله عباداتهم خلال شهر رمضان.

 

** غزة تتصدر الأدعية

وتصدر الدعاء لغزة وأهلها في ظل الحرب الشرسة الحالية التي يواجهونها أدعية المصلين في ليلة القدر بـ"جامع الفاتح".

وعن ذلك، قال المواطن التركي فاتح محمد ساهرا، للأناضول، إن "ليلة القدر مباركة، لكن شهر رمضان هذا العام حزين بسبب ما يجري في بلدان العالم الإسلامي وخاصة في غزة".

وأضاف ساهرا: "أمضيت اليوم بالصلوات والدعاء والصيام، وصليت العشاء والتراويح وسأواصل العبادات هذه الليلة، وسأدعو الله كثيرا لنصرة إخواننا في فلسطين وخاصة في قطاع غزة".

ولفت في حديثه إلى أن "بلدان المسلمين بشكل عام ليست بحال جيدة، ندعو لتركيا ولكل الدول الإسلامية بالسلام والهناء، وطبعا لدي أدعية خاصة لي ولعائلتي".

من ناحيته، قال العراقي حمزة المحمد حيو، في حديث للأناضول، إنها "ليلة مباركة وعشر أواخر نسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال، وان شاء الله نحيي الليلة بالصلوات والدعوات".

وأضاف حيو: "توجهت لله بالدعاء للمسلمين في كل مكان، وخاصة أهلنا في فلسطين وفي غزة حيث معاناتهم المستمرة بسبب الممارسات الإسرائيلية، نسأل الله النصر والأمن لهم وأن يخفف عنهم الحصار".

وشدد بقوله: "أجواء ليلة القدر في جامع الفاتح مميزة، جئت من حي بعيد إلى الجامع لأحظى بروحانياته، ونتمنى أن يعود شهر رمضان علينا بالخير كل عام".

أما السوري عمر عدنان اليوسف، فقال للأناضول: "بلاد المسلمين ليست بحال جيدة، في سوريا معاناة كما في فلسطين والسودان وليبيا ودول عديدة، نسأل الله الفرج على كل بلادنا المسلمة".

وأردف اليوسف: "دعوتُ الله أن يخفف عن أهلنا في سوريا، وإخوتنا في فلسطين وغزة، وكل الشعوب الإسلامية، وأن يكتب الأمن والرفاه لكل بلاد المسلمين".

وختم بقوله: "الأجواء الروحانية بجامع الفاتح مميزة، ومنذ عدة سنوات اعتدت على إحيائه هنا خاصة مع تواجد مسلمين من كافة الدول الإسلامية".

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.