خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
الجاسوسية.. سلاح الحوثيين لمعاقبة خصومهم


منذ سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014، لم تتوانى جماعة الحوثي عن استخدام كل الوسائل الممكنة لتعزيز قبضتها على السلطة والتعامل مع خصومها او المعارضين لمشروعها.

ومن بين الأساليب التي اعتمدتها الجماعة، تبرز تهمة "الجاسوسية" كأداة رئيسية يستخدمها الحوثيون لمعاقبة خصومهم او من يقف ضد مشروعهم الطائفي.

وخلال الفترة الأخير شهدت مناطق سيطرة الحوثي سلسلة من الاعتقالات التي طالت موظفي منظمات دولية، وسفارات، وقيادا تربوية مسؤولين في الدولة بالإضافة إلى طلاب ومبتعثين للدراسة في الخارج، مما أثار انتقادات واسعة على الصعيد المحلي والدولي.

وقامت جماعة الحوثي بشن حملة اعتقالات واسعة استهدفت موظفي الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى، حيث أقدمت في يونيو 2024، عناصر حوثية على اختطاف 12 موظفاً لدى الأمم المتحدة في صنعاء وحجة والحديدة، وأودعتهم في سجون الأمن والمخابرات التابعين لها.

وشملت الاعتقالات موظفين يعملون في المفوضية السامية لحقوق الإنسان، والمعهد الديمقراطي الأمريكي، ومنظمات أخرى، كما طالت موظفي سفارات وقيادات في وزارة التربية والتعليم حتى ممن عمل مع الجماعة او ناصرها حين انقلابها على الدولة.

ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ سبق واعتقلت الجماعة موظفين أمميين آخرين ما زال بعضهم في السجون حتى الآن.

استهداف المنظمات الدولية
وأثارت هذه الاعتقالات تنديداً واسعاً من قبل المجتمع الدولي، فقد طالبت الأمم المتحدة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المحتجزين، كما طالبت منظمة العفو الدولية الحوثيين بسرعة الافراج عن الموظفين الامميين مشددة على ضرورة وضع مليشيا الحوثي حدا لحملتها القمعية المستمرة، ومؤكدة أن تلك الاختطافات تفاقم الوضع الإنساني والحقوقي الخطير والمتدهور أصلًا في اليمن.

واعتبر العديد من المحللين أن هذه الاعتقالات تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، وتهدف إلى وضع ضغوط على المنظمات الدولية لتحقيق مكاسب سياسية.

وعقب حملة الاعتقالات وجهت جماعة الحوثي اتهامات بالتجسس للمعتقلين، حتى الطلاب اليمنيين الذين يدرسون في معاهد أمريكية، لم يسلموا من الاستهداف، في خطوة تهدف إلى تبرير اعتقالهم ومحاولة كبح أي تحركات معارضة لها.

ويسعى الحوثيون من خلال هذه الاتهامات إلى تصوير خصومهم كعملاء للخارج، وجواسيس لأمريكا وإسرائيل.

الردود المحلية والدولية
أثارت هذه الممارسات الحوثية ردود فعل غاضبة على المستويين المحلي والدولي، فقد دعت منظمات حقوقية وحكومات أجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين.

واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن هذه الاعتقالات تمثل جزءاً من حملة قمعية أوسع تستهدف العاملين في المجال الإنساني والدبلوماسي في اليمن، كما أضافت هذه الاعتقالات المزيد من التعقيد للوضع الإنساني المتأزم في البلاد، حيث يعتمد ملايين اليمنيين على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة

ومع كل هذا يظل ملف الجاسوسية والاعتقالات العشوائية أحد أبرز الأدوات التي يستخدمها الحوثيون لتعزيز سيطرتهم ومعاقبة خصومهم.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.