خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
أفراح ناصر: التغطية الإعلامية العالمية لليمن منحازة وتغفل الديناميكيات الداخلية (ترجمة خاصة)

انتقدت الباحثة والصحافية اليمنية أفراح ناصر التغطية الإعلامية الدولية لليمن، مشيرة إلى أنها تركز بشكل رئيسي على المصالح الخارجية والصراعات الجيوسياسية، بينما تتجاهل تعقيدات الحياة داخل البلد نفسه ومعاناة المدنيين.

وأوضحت ناصر، التي بدأت مسيرتها الصحافية قبل 17 عامًا، أن السرديات الدولية غالبًا ما تصوّر اليمن كرقعة شطرنج للقوى الكبرى، دون الاهتمام الكافي بالديناميكيات الداخلية أو الأصوات اليمنية.

وأشارت ناصر في تحليل نشرته مجلة  DAWN   إلى أن وسائل الإعلام العالمية ركّزت في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح على الضربات الجوية الأمريكية ضد القاعدة، متجاهلةً الخسائر المدنية اليمنية.

كما سلطت الضوء على الثورة الشعبية عام 2011 التي طالبت بإسقاط صالح، لكنها وجدت أن التغطية الإعلامية حوّلت الحدث إلى قصة تدور حول شخصية الرئيس فقط، متجاهلة مطالب الشعب بالديمقراطية.

وفي السياق ذاته، أكدت ناصر أن الحرب في اليمن، التي اندلعت بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014، حظيت بتغطية دولية غير متوازنة، حيث ركّزت على التحالف الذي تقوده السعودية، بينما لم تحظَ الانتهاكات التي ارتكبتها الأطراف المحلية، بما في ذلك الحوثيون، بالقدر نفسه من التدقيق الإعلامي.

ولفتت إلى أن التغطية الإعلامية تغيّرت بشكل أكبر في 2023 عندما بدأ الحوثيون في استهداف السفن في البحر الأحمر، حيث أصبحت الحرب تُنظر إليها من زاوية الأمن العالمي والجغرافيا السياسية، مع تهميش متزايد للصراعات الداخلية في البلاد.

وأعربت ناصر عن استيائها من تغييب الأصوات اليمنية في التغطية الإعلامية الدولية، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام تفضل الاقتباس من مصادر غربية وتهمّش الباحثين والصحافيين اليمنيين.

وأضافت أن وسائل الإعلام الناطقة بالعربية تُستبعد بشكل ممنهج من التغطية، مما يعزز الفهم المشوّه لليمن.

كما سلطت الضوء على المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون، موضحة أن قصص العاملين في الخدمة المدنية الذين فقدوا رواتبهم، والنازحين الذين يعيشون في ظروف قاسية، والأطفال المجندين قسرًا، لا تحظى بالتغطية الكافية.

وأكدت أن الفساد المستشري وسرقة المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى قمع الصحافيين والمعارضين، تُعدّ قضايا مغيّبة عن الرأي العام العالمي.

وختمت ناصر حديثها بالإشارة إلى أن المعاناة المستمرة لليمنيين لا يتم توثيقها بالشكل المناسب، مشددة على ضرورة إعادة التوازن إلى التغطية الإعلامية، بحيث تشمل الأصوات اليمنية وتعكس واقع البلاد بعيدًا عن التصورات الانتقائية التي تفرضها المصالح الدولية.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.