الصين تتحدى الحصار التكنولوجي الأمريكي وتحقق تقدمًا ملحوظًا في الابتكار الصناعي

في ظل التوترات التكنولوجية المتزايدة مع الولايات المتحدة، تواصل الصين تعزيز مكانتها كقوة صناعية عالمية رائدة من خلال مشروعها الاستراتيجي "صنع في الصين 2025"، أُطلق هذا المشروع في مايو 2015، ويهدف إلى تحويل البلاد من "مصنع العالم" إلى مركز للابتكار التكنولوجي.

نجحت الصين في تحقيق إنجازات بارزة، حيث تسيطر على أكثر من 80% من صناعة الألواح الشمسية و70% من إنتاج بطاريات الليثيوم أيون، بالإضافة إلى أنها تهيمن على 60% من إجمالي محطات الجيل الخامس عالميًا.

كذلك، يتزايد عدد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي الصينية مثل وي تشات وتيك توك، مما يعكس القوة التكنولوجية المتنامية في البلاد.

رغم القيود المفروضة من الولايات المتحدة، تستمر الشركات الصينية مثل هواوي في تطوير تقنياتها، حيث أطلقت هواتف ذكية متطورة في السنوات الأخيرة.

ومع ذلك، كان لفرض العقوبات على تصنيع أشباه الموصلات أثر كبير على تقدم الصين في هذا المجال.

في يناير 2025، أطلقت شركة "ديب سيك" الصينية نموذجًا متقدمًا للذكاء الاصطناعي تحت اسم "R1"، مما فتح المجال لمنافسة حقيقية مع الشركات الأمريكية، والتي كانت تحتكر هذا المجال سابقًا، وقد جاءت هذه الخطوة كاستجابة لتراجع أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية.

اختبارات مقارنة أظهرت تفوق "R1" على نموذج "o1" من أوبن إيه آي في عدة اختبارات رياضية، وهو ما يبرز تقدم الصين في الذكاء الاصطناعي، وقد ساهم هذا التقدم في دفع شركات مثل أوبن إيه آي لإطلاق نسخ جديدة من تقنياتها لمواجهة المنافسة.

مع تصاعد المنافسة، تسعى الصين لتطوير تقنية الطباعة الحجرية للأشعة فوق البنفسجية القصوى، وقد خصصت 41 مليار دولار لتسريع قدراتها في هذا المجال، ويتوقع الخبراء أن تحتاج الصين إلى 4-5 سنوات لتصبح قادرة على إنتاج رقائق بحجم 3 و2 نانومتر.

ختامًا، تعكس هذه التطورات التزام الصين الثابت بالابتكار التكنولوجي على الرغم من الضغوط الخارجية، حيث تعبر المقولة الصينية "الحياة دائمًا ما تجد الطريق الخاص بها" عن روح التصميم والاستمرارية في مواجهة التحديات.