:

الرياض – طهران | أعلن السفير الإيراني لدى المملكة العربية السعودية، علي رضا عنايتي، صباح اليوم، عن عودة ممثل مرشد الثورة الإيرانية لشؤون الحج، غلام رضا قاسميان، ومرافقه إلى طهران، بعد إطلاق سراحهما من قبل السلطات السعودية، عقب احتجازهما على خلفية إساءات لفظية نسبت إليه أثناء وجوده في المدينة المنورة.

وأوضح السفير عنايتي، في منشور عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أن الإفراج جاء نتيجة “جهود مكثفة” من عدة جهات معنية، شملت وزارة الخارجية الإيرانية ومنظمة الحج والزيارة، وسفارات وقنصليات إيران في الرياض وجدة والمدينة المنورة. وقال: “في هذا الماراثون، هناك بعض الأمور لا يمكن الحديث عنها”، موجهًا شكره للمملكة العربية السعودية.

وفي الوقت ذاته، أصدر وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي بيانًا أعرب فيه – ضمنيًا – عن أسفه لما بدر من قاسميان، مؤكدًا رفض طهران لأي إساءة قد تضر بالعلاقات بين السعودية وإيران أو بوحدة المسلمين، لا سيما خلال موسم الحج. كما عبّر السفير الإيراني لدى المملكة عن موقف مماثل في تصريحات متزامنة.

ووصل قاسميان ومرافقه إلى مطار طهران في وقت مبكر من صباح اليوم، وسط غياب أي بيان رسمي يوضح تفاصيل الواقعة التي أدت إلى احتجازهما. لكن مصادر غير رسمية تحدثت عن تصريحات غير لائقة أدلى بها قاسميان بحق المملكة أثناء وجوده في المدينة المنورة، ما استدعى تدخل الجهات المختصة للتحقيق في الحادثة.

وتأتي هذه التطورات في ظل التحسن الملحوظ في العلاقات بين الرياض وطهران، والتي شهدت انفراجة كبيرة منذ توقيع الاتفاق التاريخي بوساطة صينية في مارس 2023، والذي أعاد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد قطيعة دامت لسبع سنوات.

ويُعد موسم الحج من أبرز مجالات التنسيق المباشر بين السعودية وإيران، مما يجعل من هذه الحادثة اختبارًا جديدًا لقدرة الطرفين على إدارة الخلافات بحكمة وضبط النفس، في إطار تعزيز الثقة والتعاون المتبادل.