كشفت نتائج تقرير الطب الشرعي عن أسباب وفاة أربعة شبان، عُثر عليهم جثثًا هامدة داخل مركبة متوقفة في محافظة لحج، في حادثة غامضة هزّت الرأي العام وأثارت موجة من التساؤلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ووفقًا للتقرير الصادر عن الطبيب الشرعي، فإن الفحوصات والمعاينة الميدانية أكدت عدم وجود أي آثار عنف أو مؤشرات تدل على شبهة جنائية، مرجّحة أن الوفاة نتجت عن اختناق حاد بسبب تسرب غاز الفريون من جهاز التكييف داخل السيارة، وهو ما أدى إلى امتصاص الأوكسجين من المقصورة المغلقة وتسبب في "الوفاة الصامتة" أثناء نومهم.

وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الشبان الأربعة استخدموا السيارة كمكان للنوم ليلاً، هربًا من درجات الحرارة المرتفعة، مع تشغيل التكييف لفترة طويلة دون تهوية أو فتح النوافذ، ما أدى إلى اختناقهم تدريجيًا دون أن يشعروا بالخطر.

وأفادت مصادر محلية أنه تم نقل الجثامين إلى مستشفى الجمهورية في عدن لاستكمال الإجراءات القانونية والفنية، فيما فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقًا رسميًا في الواقعة، مؤكدة أنها تتابع الملف بعناية لتوثيق كافة الملابسات.

الحادثة التي وُصفت بـ"المأساوية" أثارت تحذيرات واسعة من الجهات الطبية والأمنية، التي دعت بدورها إلى إطلاق حملات توعوية رسمية تحذر من مخاطر النوم داخل المركبات المغلقة والمكيفة دون تهوية، لتفادي تكرار مثل هذه الفواجع.

ويرى خبراء السلامة أن تكرار مثل هذه الحوادث يكشف عن قصور في الوعي العام بمخاطر استخدام أجهزة التكييف داخل أماكن مغلقة، مشددين على ضرورة أن تكون هذه الفاجعة جرس إنذار للجهات المختصة لتفعيل حملات توعوية وقائية.