في لحظة حزينة، ودّعت الأوساط الإعلامية والثقافية اليمنية الشاعر والسياسي البارز فؤاد حسن الحميري، نائب وزير الإعلام الأسبق، الذي وافته المنية يوم الخميس في أحد مستشفيات مدينة إسطنبول التركية عن عمر ناهز 47 عاماً، بعد معاناة طويلة مع مرض الفشل الكلوي.

وأفادت مصادر مقربة من أسرته أن صلاة الجنازة ستُقام غدًا السبت 12 أبريل 2025م عقب صلاة الظهر مباشرة في مسجد "إحسان مراد" خلف مجمع "كريستال شهير"، وسيُوارى جثمانه الثرى في مقبرة كِلْيُوس بمدينة إسطنبول.

ويُعد رحيل الحميري خسارة فادحة للوسط الثقافي والإعلامي اليمني، حيث عُرف بصوته العالي في مواجهة مشاريع الانقلاب والتطرف، وبقصائده التي لامست وجدان الناس وهموم الوطن، وكان طوال حياته مناضلاً بالكلمة ومدافعًا عن الجمهورية والحريات العامة.

رئاسة الجمهورية تنعى الحميري

بعث رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي برقية عزاء إلى نجل الراحل، أحمد فؤاد الحميري، أعرب فيها عن بالغ الحزن بوفاة الشاعر والسياسي المعروف، مشيدًا بمسيرته الوطنية والإبداعية ومواقفه الثابتة في الدفاع عن قضايا الشعب اليمني وقيم الحرية والجمهورية.

وزارة الإعلام: فقدنا قامة وطنية وثقافية

وفي بيان نعي رسمي، وصفت وزارة الإعلام اليمنية الفقيد بأنه "قامة وطنية وثقافية"، مشيرة إلى أن الحميري كان مثالاً نادرًا للمثقف الوطني الذي قاوم المشروع الحوثي بسلاح الكلمة والموقف، وأخلص لقيم الحرية حتى لحظة وفاته.

وأكد البيان أن الحميري لعب دورًا بارزًا في معركة الوعي الوطني، حيث استخدم موقعه الرسمي وشِعره وقلمه في الدفاع عن حرية الرأي، وتثبيت دعائم الجمهورية في وجه المشروع السلالي والإمامي، موضحة أن رحيله يمثل خسارة كبيرة في لحظة حرجة من تاريخ اليمن.

سيرة نضالية وثقافية فريدة

ولد فؤاد الحميري في محافظة تعز، وكان من أبرز الشعراء والسياسيين الذين أثروا المشهد اليمني خلال العقدين الأخيرين، سواء عبر شِعره الذي عبّر عن معاناة الناس وطموحاتهم، أو من خلال نشاطه الإعلامي والسياسي الذي جعله من أبرز الأصوات المناهضة لانقلاب مليشيا الحوثي.

ورغم ما تعرّض له من حملات تشويه وتهديدات، ظل الحميري ثابتًا على مواقفه، ولم يتراجع عن قناعته بأن الكلمة الحرة هي الحصن الأول للديمقراطية، ما جعله يحظى باحترام واسع في أوساط اليمنيين داخل البلاد وخارجها.