ترأس رئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الدكتور رشاد محمد العليمي، صباح اليوم السبت، اجتماعًا موسعًا للجنة الأمنية العليا في العاصمة المؤقتة عدن، بحضور رئيس الوزراء الدكتور سالم بن بريك، وقيادات عسكرية وأمنية رفيعة، لمناقشة مستجدات الوضع الأمني وتقارير مكافحة الإرهاب في عدد من المحافظات المحررة.

الاجتماع، الذي شارك فيه وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، ووزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، ومحافظا عدن وتعز، وقادة الأجهزة الاستخباراتية، استعرض نتائج الحملة الأمنية الأخيرة في محافظة تعز، والتي أسفرت عن تفكيك واحدة من أخطر الشبكات الإرهابية المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، ومرتبطة كذلك بقيادات عليا في مليشيا الحوثي.

خيوط الإرهاب تمتد من تعز إلى صنعاء

التقارير الأمنية المقدّمة كشفت أن الشبكة الإرهابية متورطة في تنفيذ سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات، شملت عملية اغتيال مدير برنامج الأغذية العالمي مؤيد حميدي في مدينة التربة، وتفجير موكب محافظ عدن أحمد لملس عام 2021، بالإضافة إلى محاولات اغتيال طالت قيادات عسكرية وأمنية ودينية في محافظات عدن وتعز ولحج والبيضاء.

واتهمت اللجنة الأمنية العليا القيادي السابق في لواء النقل، أمجد خالد، بقيادة الشبكة الإرهابية، مؤكدة وجود أدلة تثبت تواصله المباشر مع قيادات حوثية بارزة، من بينهم محمد عبدالكريم الغماري وعبدالقادر الشامي، في إطار مخطط يستهدف تفجير الوضع الداخلي وتسليم إحداثيات حساسة للحوثيين.

كما ضبطت الأجهزة الأمنية كميات كبيرة من المتفجرات، وسيارات مفخخة، وأجهزة تصوير توثق عمليات الاغتيال، إلى جانب معامل لصناعة العبوات الناسفة، ومواد تثبت التخابر مع العدو الحوثي.

إجراءات رادعة وتعاون دولي

اللجنة الأمنية العليا أقرت حزمة من الإجراءات العاجلة، منها:

• ملاحقة العناصر الفارة من الشبكة الإرهابية.

• مخاطبة الدول الشقيقة والصديقة، وكذلك الإنتربول الدولي، لتسليم المطلوبين.

• تعزيز قدرات وحدات مكافحة المخدرات.

• إطلاق برامج توعية دينية وثقافية لمواجهة الفكر المتطرف.

• رفع الجاهزية الأمنية في المحافظات المحررة كافة.

وثمّنت اللجنة التعاون المجتمعي، خصوصًا في محافظة تعز، معتبرة أن وعي المواطنين كان عاملاً حاسمًا في نجاح الحملة الأمنية، داعية الجميع إلى عدم التستر على العناصر الإرهابية تحت أي مبرر.

الدولة تواجه الإرهاب والمخطط الحوثي الإيراني

وأكد الدكتور العليمي، في ختام الاجتماع، أن الدولة لن تتهاون في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تستهدف الأمن القومي والسكينة العامة، مشددًا على أن اليمنيين يقفون اليوم في معركة واحدة ضد مشروع الفوضى الحوثي المدعوم من النظام الإيراني، وأن كل من يثبت تورطه في دعم الإرهاب سينال جزاءه العادل وفقًا للقانون.