السلطة المحلية بمحافظة ريمة تقيم مجلس عزاء في مأرب للشهيد الشيخ صالح حنتوس.
أقامت السلطة المحلية بمحافظة ريمة، اليوم، مجلس عزاء رسميًا في مدينة مأرب، للشيخ العلامة صالح حنتوس، الذي استشهد مع حفيده جراء قصف شنّته مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، استهدف منزله ومسجده في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، يوم الثلاثاء الماضي.
وشهد مجلس العزاء حضورًا لافتًا لعدد من أعضاء مجلس النواب، ووكلاء وزارات ومحافظات، وقيادات من السلطات المحلية في عدد من المحافظات، إلى جانب جمع كبير من العلماء والدعاة والمشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية، فضلاً عن حشود من المواطنين الذين توافدوا لتقديم واجب العزاء في الفقيد الجليل.

وخلال مجلس العزاء، أُلقيت عدد من الكلمات من قبل نائب رئيس مجلس الشورى عبدالله أبو الغيث، ومحافظ محافظة ريمة اللواء محمد الحوري، وعضو مجلس النواب منصور الحنق، ووكيل وزارة الثقافة عبدالرحمن النهاري، ووكيل محافظة مأرب علي الفاطمي، إضافة إلى كلمة نيابة عن أقارب الشهيد.
وأجمعت الكلمات على أن اغتيال الشيخ صالح حنتوس بهذه الطريقة البشعة يعد جريمة نكراء ترتكبها مليشيا الحوثي بحق العلماء والدعاة والشخصيات الوطنية الرافضة لمشروعها الطائفي التخريبي. وأكد المتحدثون أن هذا الاستهداف يعكس نهج الجماعة العدائي والممنهج ضد كل صوت حر ومعتدل.
ولفتت الكلمات إلى أن الفقيد كان رمزًا من رموز الاعتدال والحكمة، وصوتًا جريئًا في وجه الانقلاب الحوثي، وأن استشهاده يُعد خسارة فادحة لليمن بأكملها. كما شدد المتحدثون على أن هذه الجريمة لن تمر دون محاسبة، وستبقى دماء الشهيد أمانة في أعناق كل الأحرار حتى تتحقق العدالة ويتم تحرير البلاد من سطوة الجماعة الإرهابية.
ودعت الكلمات إلى التكاتف ورص الصفوف في مواجهة المشروع الحوثي، مشيرة إلى أن التضحيات التي يقدمها أبناء ريمة، وسائر أبناء اليمن، هي الطريق نحو استعادة الدولة ومؤسساتها. كما ثمّنت المواقف الوطنية المشرفة التي عبّر عنها الحضور، وأكدت أن دماء الشيخ حنتوس ستظل نبراسًا يهتدي به الأحرار في معركة الكرامة والحرية.
واعتبر المتحدثون أن هذا اليوم هو يوم مشهود في وداع علم من أعلام اليمن، وأنه يمثل نقطة تحول في مسار مواجهة المشروع الحوثي، وبداية نكال قادم على يد الأحرار. وأكدوا أن استهداف الشيخ بهذه الطريقة الدنيئة، يؤكد إصرار الجماعة الحوثية على استهداف العلم والعلماء في محاولة لإسكات صوت الحق والاعتدال.
وأعربت الكلمات عن إدانة شديدة للجريمة، واعتبرتها امتدادًا لسلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي طالت العلماء والدعاة والمؤسسات التعليمية والدينية منذ نشأة الجماعة الحوثية المسلحة.
وشدد المشاركون على ضرورة تحرك رسمي وشعبي عاجل لوقف هذا الاستهداف الممنهج، خصوصًا ضد الرموز الدينية والعلمية، مؤكدين أن هؤلاء يمثلون ركائز المجتمع وضمانات استقراره الفكري والديني.
كما أكد المتحدثون على أهمية مواصلة المسيرة العلمية والدعوية للفقيد، وتعزيز جهود التوعية ومواجهة الفكر المتطرف، مشيرين إلى أن استهداف دور القرآن والعلماء يعد عدوانًا صارخًا على التعليم الديني المعتدل، ومحاولة لإفراغ الساحة من الأصوات المناهضة للفكر الحوثي الطائفي.
واختتم المجلس بتقديم عدد من القصائد الشعرية التي تناولت مناقب الشهيد ومواقفه الوطنية، ودوره في نشر قيم التنوير والوسطية والاعتدال، وقد لاقت تفاعلاً واسعًا وتقديرًا كبيرًا من الحاضرين، الذين عبّروا عن عميق حزنهم لفقدان هذا العالم الجليل، وعزيمتهم في مواصلة دربه حتى تتحقق الأهداف التي ناضل من أجلها.
اليمن الكبير|| مأرب التاريخ والعراقة (الجزء الأول)
التعليقات