اليمن يدخل سباق الهيدروجين الأخضر باستثمارات 3 مليارات دولار… مشروع استراتيجي للطاقة النظيفة
تستعد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا لدخول مرحلة جديدة في قطاع الطاقة، عبر إنشاء أول محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وذلك بعد موافقة المجلس الأعلى للطاقة على طلب تقدمت به شركة ألمانية لتنفيذ المشروع بالتعاون مع شركات عالمية وصناديق استثمارية، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
المشروع، الذي تقدر استثماراته بنحو 3 مليارات دولار، سيُنفذ على مراحل، ويتضمن تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والغاز، مع إمكانية إضافة مشاريع إضافية بالشراكة مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في التكنولوجيا النظيفة. وتؤكد الحكومة أن المشروع سيوفر فرصًا واسعة للانتقال نحو إمدادات طاقة محلية مستدامة، ويضع اليمن على خريطة الدول المصدّرة للطاقة النظيفة.
ما هو الهيدروجين الأخضر ولماذا يهم اليمن؟
الهيدروجين الأخضر هو وقود نظيف يُنتج عبر التحليل الكهربائي للماء باستخدام مصادر طاقة متجددة كالشمس أو الرياح، دون انبعاثات كربونية. ويُنظر إليه عالميًا باعتباره أحد أهم ركائز التحول الطاقي، لما يوفره من حلول لتخزين الطاقة واستخدامها في الصناعات الثقيلة وقطاع النقل.
ورغم أن الاهتمام بالهيدروجين بدأ منتصف القرن العشرين لأغراض الفضاء والصناعات الكيميائية، إلا أن إنتاجه حينها كان يتم من الغاز الطبيعي أو الفحم (الهيدروجين الرمادي)، وهو ما كان يولد انبعاثات كربونية عالية. أما في العقدين الأخيرين، فقد فتح التطور السريع في تقنيات الطاقة المتجددة الباب أمام إنتاج الهيدروجين الأخضر بكفاءة اقتصادية، ما دفع الحكومات والشركات للاستثمار فيه كجزء من خطط الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.
السياق الإقليمي: سباق إفريقي محموم
يتزامن دخول اليمن هذا المسار مع موجة استثمارات إفريقية واسعة في الهيدروجين الأخضر، حيث أعلنت دول مثل المغرب، مصر، ناميبيا، كينيا، وجنوب أفريقيا عن مشاريع بمليارات الدولارات، لجذب شركات عالمية وتعزيز موقعها في سوق الطاقة النظيفة. المغرب وحدها، على سبيل المثال، خصصت نحو 32 مليار دولار لمشاريع بالشراكة مع شركات أمريكية، إسبانية، ألمانية وصينية.
وبينما يتسارع التوجه الدولي نحو الهيدروجين الأخضر، قد يشكل المشروع اليمني — إن اكتمل — نقطة تحول استراتيجية، ليس فقط في مزيج الطاقة المحلي، بل أيضًا في تموضع البلاد داخل سوق الطاقة العالمية، خاصة مع موقعها الجغرافي القريب من طرق التجارة الدولية.
التعليقات