نجح الشيخ علي حسن بن دوشل النسي، رئيس حلف قبائل شبوة، في تحقيق إنجاز قبلي واجتماعي استثنائي، بعد أن قاد جهود وساطة أنهت نزاعاً دمويًا وتاريخياً بين قبيلتي آل السقاف وآل العطير، استمر لأكثر من ستة عقود متواصلة.

ووفقاً لناشطين محليين، فقد تمكن الشيخ بن دوشل، بمعية عدد من مشايخ وأعيان محافظتي شبوة ومأرب، من جمع طرفي النزاع على طاولة صلح تاريخي، توّج بقبول حكمه وإعلان إنهاء الخلاف رسمياً.

الوساطة في مديرية حريب بمحافظة مأرب، حيث عقد لقاء موسع بحضور شخصيات قبلية واجتماعية بارزة من المحافظتين، وأعلن خلاله عن طي صفحة من الصراع القبلي المستمر منذ 61 عاماً، بعد قبول الطرفين حكم الشيخ النسي كمرجعية فاصلة.

وأعربت الأوساط القبلية والاجتماعية عن ارتياح واسع وإشادة كبيرة بهذه الخطوة التي وُصفت بـ"التاريخية"، مؤكدة أنها تمثل نموذجاً لفض النزاعات بالطرق السلمية بعيداً عن لغة الثأر، وتعزز من فرص السلم الأهلي، وتماسك النسيج الاجتماعي، وإحياء قيم التسامح في مناطق اليمن التي عانت طويلاً من الانقسامات القبلية.

ويرى مراقبون أن هذه المصالحة قد تفتح الباب أمام مبادرات مشابهة في مناطق أخرى، حيث ما تزال الصراعات القبلية تمثل تهديداً للاستقرار المجتمعي والأمني، مشيرين إلى أن نجاح بن دوشل يعكس دور الزعامات التقليدية في معالجة النزاعات المستعصية عندما تغيب مؤسسات الدولة.