”هل تحوّل الانتصار الاقتصادي إلى خدعة ضد المواطن؟ الباحث المخلافي: تحسن الريال "إنجاز وطني ناقص التنفيذ".
انتقد الكاتب والباحث الاقتصادي اليمني مطيع سعيد المخلافي، ما وصفه بـ"قصور الحكومة" في تحويل التحسن الكبير في سعر صرف الريال اليمني إلى واقع معيشي يخفف من معاناة المواطنين، محذراً من أن هذا الإنجاز قد ينقلب إلى "عبء إضافي" على الناس إذا لم يُترجم إلى انخفاض ملموس في أسعار السلع والخدمات.
وقال المخلافي، في تحليل موسّع، إن قيادة البنك المركزي اليمني برئاسة أحمد غالب المعبقي نجحت، من مقرها في العاصمة المؤقتة عدن، في إيقاف الانهيار المتواصل للعملة الوطنية وتحقيق تحسن بنسبة 43% أمام العملات الأجنبية، وهو ما اعتبره "ضربة اقتصادية موجعة لاقتصاد ميليشيات الحوثي".
غير أن هذا التحسن ـ بحسب المخلافي ـ لم ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين، بل أدى إلى نتائج عكسية، حيث استغل التجار غياب الرقابة ليستمروا ببيع السلع بالأسعار السابقة رغم انخفاض تكاليف الاستيراد، ما ضاعف أرباحهم على حساب المستهلكين.
وأشار الباحث إلى سلسلة من الإخفاقات الحكومية، أبرزها: امتناع السلطات المحلية عن توريد الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن، غياب الإجراءات الصارمة ضد المضاربين بسوق العملة، والتردد في فرض الانضباط المالي والرقابة على الأسواق.
ودعا المخلافي إلى خطوات عاجلة، بينها إلزام السلطات المحلية بتوريد الإيرادات، فرض خفض الأسعار بما يتناسب مع قيمة الريال الجديدة، وملاحقة المضاربين والتجار المتلاعبين، مؤكداً أن "النجاح الاقتصادي الحقيقي يُقاس بمدى تحسّن حياة الناس لا بمؤشرات سعر الصرف فقط".
وختم بالتحذير: "الفرصة لا تزال قائمة، لكن إن عجزت الحكومة عن تحويلها إلى واقع ملموس، فلن يكون ما تحقق سوى وهم اقتصادي يزيد من معاناة المواطنين".
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات