برنامج : اليمن الكبير : تعز أيقونة الثورة والحرية والنضال

محور إيران إختراقات شاملة من الراس إلى الأساس
كشفت التطورات والأحداث السياسية والعسكرية الأخيرة مدى ضعف وهشاشة النظام الإيراني، وحلفاءه من الأحزاب والميليشات المسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وذلك على كافة الأصعدة الأمنية والعسكرية والإستخباراتية، ويكفي للدلالة على ذلك الإختراقات الإسرائيلية الواسعة لصفوف وشبكة الإتصالات الداخلية الخاصة لحزب الله اللبناني، والذي أدى فيما بعد إلى توجيه ضربات قوية وتأريخية مؤلمة وغير مسبوقة للحزب، الذي خسر امينه العام الأسبق حسن نصر الله، وإلى جانبه العديد من القيادات السياسية والعسكرية العليا من الصف الأول والثاني، وحسب بعض التقارير الإعلامية فقد تكبد الحزب الذي يقاتل بالوكالة عن إيران، الألاف من القتلى؛ وكذلك انخفضت الترسانة الصاروخية من 150 الف صاروخ إلى 30 الف، وذلك منذ بدء المواجهات العسكرية بين الحزب وإسرائيل في الثامن من أكتوبر 2023، وحتى التوقيع على إتفاقية وقف إطلاق النار بتأريخ 26 نوفمبر 2024،

كل هذه الخسائر الفادحة غير المسبوقة ألتي تكبدها حزب الله، انهت مابنته إيران في لبنان لعقود من الزمن، وكشفت للعالم أن الحزب كان عبارة عن ظاهرة صوتية إعلامية، وكل الشعارات والتصريحات النارية ألتي كان يطلقها زعماء الحزب، لا تعدوا عن كونها پروپاجاندا Propaganda تضليلية للشعب اللبناني والشعوب العربية التواقة لنصرة أبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى من الإحتلال الصهيوني، وفي الجبهة السورية فقد دخلت إيران على خط الحرب السورية منذ 2012، وارسلت الألاف من المقاتلين الشيعة الذين قاتلوا تحت رآيات العديد من الفصائل الطائفية المسلحة إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، الذي سقط بصورة سريعة وغير متوقعة في 8 ديسمبر 2024، وبسقوطه خسرت إيران كل ثقلها السياسي والعسكري بشكل كامل ونهائي، رغم الدعم والإسناد الكبير الذي قدمه الايرانيوون للنظام السوري السابق منذ 2012 وحتى 2024،

التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية بدأ منذ قيام الثورة الخمينية عام 1979 بدوافع سياسية وطائفية تحت مسمى تصدير الثورة، وقد نجح الإيرانيون منذ وقت مبكر، في إنشاء عددا من التنظيمات الإرهابية، وزعزعة أمن بعض الدول العربية، ولكن رياح التغيير بدأءت وبدأ معها العد التنازلي لسقوط المشروع الإيراني وخروجه من المشهد السياسي والعسكري، ففي لبنان خسرت وفي سوريا كذلك ولكن بشكل كبير جدا، وذلك لأسباب كثيرة ومتعددة، لعل أهمها ضعف الحلفاء أنفسهم، إلى جانب ضعف النظام السوري السابق وميليشيا حزب الله، وقبل ذلك ضعف وهشاشة النظام الإيراني نفسه، وبذلك تكون إيران قد خسرت نفوذها السياسي والعسكري في لبنان وسوريا، ولم يتبقى لها سوى ميليشيات الحشد الشعبي في العراق والميليشيا الحوثية في صنعاء، والذي تشير الإحتمالات والتحليلات الأخيرة بحسب الخبراء العسكريون، إلى قرب زوال هذه الميليشات ونهاية هذه الميليشات الإرهابية، وخروجها من المشهد السياسي والعسكري، وربما سقوط النظام الإيراني بحد ذاته، كهدف إستراتيجي اخير للقضاء على منبع الإرهاب الدولي العابر للدول والقارات،

الهزائم والإنتكاسات المتلاحقة للإيرانيين وحلفاءهم، لم تأتي بصورة طبيعية أو مصادفة، ولكن أتت نتيجة الإختراقات الإسرائيلية الكبيرة والمتعددة الجوانب أمنية وإستخباراتية، مما نتج عنه توجيه ضربات قاتلة ومميتة للعمق الإيراني، والقضاء على العديد من العلماء النوويين، وتخريب منشآت إستراتيجية عديدة، والوصول إلى وثائق حساسة تتعلق بالبرنامج النووي، الذي تم القضاء عليه مؤخرا من العام الجاري 2025، إثر الضربات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة في نطنز وفوردوا واصفهان، إلى جانب تصفية العديد من القيادات العسكرية بعد سلسلة من الإختراقات الكبرى، وعبر وسائل متعددة من بينها تجنيد العملاء على الأرض، خصوصا من داخل الحرس الثوري والأجهزة الأمنية الأخرى، وكذلك من خلال إستغلال التكنلوجية المتطورة، مثل اختراق الإتصالات وأجهزة الحاسب الآلي والرصد والمراقبة عبر الأقمار الصناعية، والذكاء الاصطناعي، وغير ذلك من الوسائل الأخرى، التي من خلالها إستطاعت أجهزة المخابرات الإسرائيلية، سرقة كافة البيانات المهمة والحساسة، وإختراق النظام الإيراني من الرأس إلى الأساس،

الوضع لم يتغير كثيرا في اليمن، فقد إستطاعت إسرائيل إختراق صفوف الميليشا الحوثية المدعومة من إيران، وتوجيه ضربة مؤلمة وشديدة، اسفرات عن القضاء المبرم على جميع وزراء حكومة الحوثي غير المعترف بها دوليا، وكان على رأس الضحايا، رئيس الوزراء أحمد غالب ناصر الرهوي ، وذلك مساء الخميس 28 أغسطس- آب 2025، وقد المح إلى ذلك عددا من المسؤولين الحوثيين في صنعاء، وبحسب بعض المصادر الإعلامية، فإنه من الأرجح كان نتيجة إختراق أمني وإستخباراتي إسرائيلي لشبكات خدمية مهمة في صنعاء، مثل الإتصالات والإنترنت والتلفزيون والملاحة الدولية، والتي تم من خلالها جمع معلومات سرية ودقيقة إستطاعت من خلالها الوصول إلى عمق الجماعة الإنقلابية في صنعاء، وتوجيه ضربات سابقة قبل الضربة الأخيرة للعديد من المنشآت الإقتصادية في عددا من المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيا الإنقلابية،

الملخص النهائي أن مايسمى بمحور المقاومة والممانعة الإيراني إنكشف ضعفه وهشاشته للرأي العام ولم يكن في حقيقته سوى ظاهرة صوتية، ونمر من ورق، صنع خصيصا لممارسة الإرهاب والقتل والتخريب والفوضى داخل الدول العربية والإسلامية السنية، وزعزعة الأمن القومي العربي، ولكن بدأ واضح للعيان فشل المشروع الإرهابي "الإيراني"، وانقلب السحر على الساحر، وإرتدت خيوط المؤامرة الإيرانية إليها وإلى ميليشياتها الإرهابية، التي تلقت ضربات مؤلمة وغير مسبوقة، وهناك تقارير إعلامية دولية تتحدث عن توصل الدول الغربية إلى اتفاق بخصوص الحسم العسكري ضد الميليشيا الحوثية الإرهابية، وربما يكون السيناريو اليمني القادم على غرار السيناريو السوري، ولكن بأدوات سياسية وعسكرية مختلفة، من شأنها إنهاء السيطرة الإيرانية الحوثية على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الأخرى الواقعة تحت سيطرتها، وإعادة الشرعية المعترف بها دوليا، وربما يتم إسقاط النظام الإيراني في عقر داره، ومن ثم إعادة رسم خارطة المنطقة من جديد بعد التخلص من إيران، وادواتها الإرهابية بشكل كامل ونهائي وللأبد،
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا