كشف شهود عيان في العاصمة اليمنية صنعاء عن مشاهدات لتحركات عسكرية واسعة لميليشيات الحوثي خلال الساعات الماضية، حيث شوهدت شاحنات (دينات) تقوم بنقل كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية من جبل براش الواقع شرقي نقم، أحد أبرز المواقع العسكرية التابعة للجماعة.

ووفقاً للمصادر، فإن عمليات النقل تمت بشكل متكرر وبوتيرة متسارعة، ما أثار تساؤلات واسعة حول طبيعة هذه التحركات وأهدافها، خاصة أن جبل براش يُعد من المواقع الاستراتيجية التي تضم مخازن للأسلحة الثقيلة والمتوسطة منذ سنوات.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تحمل أكثر من دلالة، حيث يذهب البعض إلى أنها تأتي ضمن استعدادات الحوثيين لشن عمليات عسكرية واسعة على جبهات القتال ضد قوات الحكومة الشرعية، في ظل حالة الجمود العسكري التي يشهدها الملف اليمني مؤخراً. فيما يشير آخرون إلى أن الجماعة ربما تسعى لإخفاء أسلحتها ونقلها إلى مناطق أكثر أمناً تحسباً لضربات جوية إسرائيلية محتملة، خاصة بعد الضربات التي استهدفت مواقع حوثية حساسة في صنعاء خلال الأشهر الماضية.

غير أن احتمالاً ثالثاً يلوح في الأفق، يتمثل في وجود خلافات داخلية بين أجنحة الحوثيين نفسها، دفعت بعض القيادات إلى إعادة توزيع مراكز القوة والتحكم في مخازن السلاح، خصوصاً في ظل تنامي الشكوك حول ولاءات بعض القيادات الميدانية.

وبينما لم يصدر عن الحوثيين أي تعليق رسمي حول هذه التحركات، يظل المشهد مفتوحاً على كل الاحتمالات، في وقت يرى فيه خبراء عسكريون أن مثل هذه التحركات قد تكون مؤشراً على مرحلة أكثر سخونة في الصراع اليمني، سواء عبر اندلاع معارك جديدة أو من خلال تكثيف الاستهدافات الخارجية التي قد تغير معادلة الصراع.