ستة أيام فقط كانت كافية لتحوّل جريمة اغتيال الشهيدة أفتـهان المشهري، مديرة صندوق النظافة في تعز، من صدمة مفجعة إلى محطة انتصار أمني أعاد الاعتبار للمدينة وسكانها.

 اليوم الأول (الخميس 18 سبتمبر):
في تمام العاشرة صباحًا دوّى خبر الاغتيال الذي هزّ الشارع التعزي واليمني بأكمله. وبعد ساعات قليلة فقط، أعلنت الأجهزة الأمنية صور وأسماء المشتبهين الرئيسيين في العملية، لتبدأ حملة واسعة من المداهمات والتفتيش، بمشاركة الشرطة النسائية لضمان عدم إفلات المتورطين.

 اليوم الثاني:
بعد 24 ساعة فقط من الجريمة، تم القبض على أحد المتهمين الرئيسيين، في إشارة إلى سرعة التتبع والتضييق الأمني.

 اليوم الثالث:
الأجهزة الأمنية أعلنت ضبط اثنين آخرين من المتورطين الرئيسيين، ما عزز الثقة الشعبية بجدية السلطات في المضي نحو العدالة.

 اليوم الرابع:
شهدت تعز خطوة غير مسبوقة، تمثلت في التشهير بالقيادات العسكرية والقبلية التي حاولت عرقلة الحملة أو التستر على المتهمين، وهو ما شكّل رسالة قوية بأن لا حصانة لأحد أمام القانون.

 اليوم الخامس:
ألقت الحملة القبض على بكر صادق سرحان، أحد أبرز المطلوبين، ما ضيّق الخناق أكثر على الرأس المدبّر محمد صادق المخلافي.

 اليوم السادس:
تمكنت القوات من تحديد موقع المخلافي بدقة، وبعد اشتباكات مباشرة مع القوة الأمنية، لقي مصرعه، معلنةً إسدال الستار على المتهم الأول في الجريمة.

وبذلك أثبتت أجهزة الأمن في تعز أنها تحركت بفاعلية منذ اللحظة الأولى، واستطاعت تجاوز كل العراقيل رغم التخطيط المحكم للجريمة وظروفها المعقدة.

مع ذلك، لا يُعفي هذا الإنجاز الأمن من الملاحظات السابقة، إذ كشفت تقارير أن الضحية كانت قد رفعت بلاغات قبل اغتيالها، ما يطرح ضرورة مراجعة هيكلية شاملة للأجهزة الأمنية في تعز لضمان الاستجابة المبكرة وحماية الشخصيات المهددة.

رحم الله الشهيدة أفتـهان المشهري التي تحولت قضيتها إلى رمز وطني للعدالة، والتحية موصولة لأبطال الأمن في تعز الذين أثبتوا أن المدينة ستظل حصن الدولة المنيع. ففي حين بقيت قضايا الاغتيالات في عدن طي النسيان، وجرائم الحوثيين مستمرة بلا حساب، قدّمت تعز نموذجًا مختلفًا بأن العدالة ممكنة إذا توفرت الإرادة.