شهدت مدينة دمت بمحافظة الضالع، الأحد، هجوماً مسلحاً استهدف دورية عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي كانت تقل قيادياً ميدانياً وعدداً من العناصر المسلحة، في تصعيد أمني يعكس حالة التوتر المتزايدة بالمحافظة.

وقالت مصادر أمنية لـ"المشهد اليمني" إن مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم بشكل مكثف على العربة الحوثية في أحد شوارع المدينة، ما أدى إلى إصابة قائد العربة واثنين من مرافقيه، جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، مؤكدة أن حالتهم الصحية وُصفت بالمستقرة.

وفي أعقاب الهجوم، شنّت الميليشيات حملة مداهمات في أحياء متفرقة بمدينة دمت، استهدفت منازل اثنين من أبناء محافظة البيضاء، واتهمتهم -من دون تقديم أي أدلة- بالوقوف خلف العملية، في خطوة اعتبرها الأهالي تعبيراً عن العداء الطائفي الذي تكنّه الجماعة ضد أبناء البيضاء.

كما أفادت المصادر باعتقال شاب من أبناء مدينة رداع يخضع حالياً للتحقيق في إدارة أمن دمت، وسط حالة من القلق بين الأهالي خشية توسع دائرة الاعتقالات.

وبالتزامن مع هذه الأحداث، أقدمت الميليشيات على تنفيذ حملة اعتقالات بحق عدد من شباب مدينة دمت، على خلفية مشاركتهم في فعاليات إحياء الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر 1962م. وأُطلق سراح معظم المعتقلين بعد إجبارهم على توقيع تعهدات خطية بعدم ترديد الشعارات الجمهورية أو نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ويرى مراقبون أن الهجوم على الدورية الحوثية وما تلاه من إجراءات قمعية، يعكس حجم التململ الشعبي المتنامي في مناطق سيطرة الميليشيات، خصوصاً مع محاولاتها المستمرة لطمس مظاهر الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر، التي تعد رمزاً للتحرر من الحكم الإمامي الذي تعيد الجماعة إنتاجه اليوم.