شهدت الساحة السياسية في العاصمة المؤقتة عدن تصعيدًا خطيرًا، بعد أن شنّ القيادي البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي أنيس الشرفي هجومًا لاذعًا على رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، متهمًا إياه بإدارة ما وصفها بـ"خلايا إرهابية" في المحافظات الجنوبية، في خطوة تُظهر عمق التوتر والانقسام داخل مؤسسة الرئاسة اليمنية.

وفي مقابلة بثّتها قناة عدن المستقلة التابعة للانتقالي، زعم الشرفي أن العليمي "يشرف من قصر معاشيق على إدارة الفوضى والأزمات ضد الجنوب"، مشيرًا إلى أن الرئيس "يتدخل سريعًا في قضايا تخص محافظات مثل تعز ومأرب، بينما يتجاهل معاناة أبناء عدن والمحافظات الجنوبية".

وأضاف الشرفي أن ملف حضرموت لا يزال عالقًا منذ عام 2024 رغم توافق المجلس الرئاسي على معالجته، متهماً العليمي بـ"تعطيل تنفيذ القرارات المتفق عليها".

وفي منشور عبر منصة إكس (تويتر سابقًا)، كتب الشرفي مهاجمًا العليمي:

"ما الذي يفعله رشاد العليمي في قصر معاشيق؟ هل مُنح المنصب لخدمة المواطنين، أم لبسط السيطرة ونهب موارد الجنوب؟ أم إنه بات شريكًا في إدارة خلية الأزمات وصناعة الفوضى في عدن والجنوب؟"

وطالب الشرفي رئيس المجلس بإثبات جديته في خدمة المواطنين عبر "قرارات تُنصف الجنوب وأهله"، بدلًا من "خطب ووعود تُقال صباحًا وتُعطل مساءً".

وفي المقابل، جاء الرد من الصحفي السعودي علي العريشي، الذي انتقد تصريحات الشرفي، واعتبرها "محاولة للتنصل من الفشل في إدارة عدن".

وقال العريشي في منشور على منصة إكس:

"دور السياسي هو خدمة المجتمع، لا إلقاء اللوم على الآخرين. أنتم في المجلس الانتقالي لا تقدمون للشارع العدني سوى المبررات، بينما تغرق عدن في الظلام بسبب أزمة كهرباء لا تنتهي."

وأضاف أن قيادة الانتقالي "تجبي إيرادات ضخمة من أكثر من 150 مؤسسة في عدن — من الضرائب والجمارك إلى هيئة الموانئ ومصفاة عدن — لكن تلك الأموال تذهب إلى حسابات خاصة بدلًا من خزينة الدولة".

وختم العريشي بالقول إن المشكلة في عدن "ليست مالية بل فكرية وإدارية"، معتبرًا أن المجلس الانتقالي "ما زال أسير الماضي، وغير قادر على فهم احتياجات المواطن العدني أو إدارة مؤسسات الدولة بعقلية مسؤولة."