ضمن سلسلة جرائم الحوثي- ممارسات الحوثيين الإجرامية بحق التعليم في اليمن

أمهات المختطفين.. الأمل في زمن الظلم
تحرص "هالة قاسم" ذو الـ 48 عاماً، على حضور كافة الوقفات التي تنفذها رابطة أمهات المختطفين بالعاصمة المؤقتة عدن، فنجلها أكرم كمال الهتاري، ذو الـ24 عاماً، والجندي في "اللواء الثالث حزم مشاة" التابع للحكومة الشرعية، معتقلٌ لدى قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات، دون أن توجه له أي تُهمة أو يُدان بأي جريمة. "اعتقل ابني في التاسع من شهر مايو من العام الجاري، عندما كان في طريق عودته للمنزل بالمدينة التقنية في المنصورة، كانت هناك أطقمٌ تتبع قوات الحزام الأمني داهموا أحد الحواري القريبة من منزلنا واعتقلوا شخصين، وما إن علم أكرم بما حدث حتى همَّ باللحاق بهم فهم على أية حال لم يبتعدوا كثيراً من الحي"، هكذا بدأت هالة في سرد حكاية اعتقال فلذة كبدها. وتابعت حديثها لـ "يني يمن" قائلة: "كان أكرم يود استفسارهم عن سبب قيامهم بمداهمة منازل الحي واعتقال شخصين دون أمر قبض من النيابة، وقبلها قام بالتعريف عن نفسه أنه جندي في الجيش. وبدلاً من أن يحصل أكرم على إجابة، تم اعتقاله معهم، وأخذوه على متن إحدى الدوريات الأمنية التي كانت ضمن القوة التي داهمت الحي." ومنذ ذلك اليوم، ظلَّ مصير أكرم مجهولاً، فقد أُخذ إلى أحد السجون السرية وبقي في حُكم الإخفاء القسري لشهرين كاملين، "بقينا نبحث ونتابع لدى النيابة العامة ووزارة الداخلية علنا نجد خيطاً يوصلنا لأكرم لكن دون جدوى، وبقي مخفياً"، حسبما تُفيد هالة. حتى يوليو الماضي، نُقل أكرم إلى سجن "بئر أحمد" وتم الكشف عن مصيره والسماح لأهله بزيارته. وعن حال الأسرة بعد اعتقال أكرم، تقول هالة: "كيف لنا أن نعيش في غيابه؟! فهو نجلي الأوحد ومسؤول عني وعن أخته. حياتنا توقفت من تاريخ اختطافه. فقد اختطفوا كل شيء جميل وسعيد في حياتنا، ولم يتبقَ لنا سوى الدمع نذرفها مع كل ليلة في غيابه." تشارك أم أكرم في كافة الوقفات الاحتجاجية التي تنظمها أمهات المختطفين للمطالبة بالإفراج عن أبنائهن، حيث تقول: "أشارك بالوقفات حتى أوصل قضية نجلي ومن مثله من الذين تعرضوا للانتهاك إلى العالم، ولكي أؤكد أن لي الحق في قانون عادل ينصفنا نحن وأمثالنا، فليس من العدل أن يضل ابني معتقلاً دون توجيه أي تهمة له أو حتى وجود ملف يخصه لدى النيابة العامة." والدة أكرم، واحدةٌ من بين مئات الأمهات في العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات الجنوبية المجاورة، ممن وقع أبناؤهن ضحيةً للانتهاكات التي تُمارسها التشكيلات العسكرية التابعة للإمارات والتي أنشأتها تحت يافطة مكافحة الإرهاب. ومنذ النصف الثاني من العام 2016 وأمهات المخفيين يخرجن في وقفات احتجاجية تحت حرارة شمس مدينة عدن -الساحلية-، فلم يتركوا جهة مسؤولة إلا واحتجوا أمامها لإيصال رسائلهم المشروعة، ابتداءً من قصر المعاشيق الرئاسي ومجمع القضاء، وصولاً لمُعسكر التحالف العربي الذي تُديره دولة الإمارات، ومنزل وزير الداخلية أحمد الميسري ومكاتب المنظمات الدولية، فتلك الوقفات لم تتوقف، بل تزايدت وتيرتها مؤخراً. وتتمثل مطالب الوقفات الاحتجاجية التي تنفذها أمهات المخفيين بعدن، في الكشف عن مصير المخفيين قسراً في السجون السرية، والتحقيق مع من تم الكشف عن مصيرهم والإفراج عمن لم تثبت بحقه أي تُهمة.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.