ســــلاح الكلمــــة

لأن قضيتنا طويلة المدى.. يجبُ التركيزُ على البُعد الثقافي والتربوي بصورةٍ مكثفة خلالَ الفترةِ القادمة، فمع سيطرةِ الحوثي على العاصمة وأغلب المحافظات؛ لكنه لن يغلق علينا كل النوافذ؛ خاصة مع تعدد مدخلات المعرفة والتثقيف اليوم، فلم تعد المناهج المدرسية والجامعية وحدها المتحكمة بصناعة الثقافة على أهميتها؛ إذ تلعبُ الفضائياتُ ومنصات التواصل الاجتماعي دورا كبيرا اليوم، وهو ما يجب التنبه له واستغلاله من قبل القيادة الثقافية والإعلامية لليمن الجمهوري.

 وحين أقول القيادة الثقافية والإعلامية فإني أقصدُ كل مثقف وإعلامي حر يحمل همّا وهمة، وصاحب مشروع وطني، سواء كان في السلطة أو خارجها؛ وسواء كان في الداخل أم في الخارج؛ وكلٌ حسب قدراته، لأن الرهان على قيادتنا الرثة في حكم المعدوم، فليس كل مسؤول في الشّرعية يحمل همَّ الوطن.

لإخواننا الإصلاحيين والسّلفيين عشرات الآلاف في الداخل، من الشباب، من الجيل الجديد الناشئ. وهؤلاء هم الرهان الأكبر الذي يجب التنبه له من الآن، ومن المهم عدم تركهم لعبث الحوثي مهما كانت التكلفة، يجب حراسة عقول هذه الناشئة أولا من غزو الخرافة الحوثية، ثم صناعة وعي جمهوري وطني ابتداء من المنزل، ثم الجيران، ولو سرا. نعم.. وعي بخطاب تثقيفي جديد غير الخطاب السائد لديهم سابقا.

 توقفت عند الإصلاحيين والسلفيين، لسببين:

الأول: لانتشارهم الواسع في أرجاء البلاد، والثاني للولاء المطلق والثقة الكبيرة المتبادلة بين القيادة والأتباع. وهي حالة إيجابية في الوقت الحالي.

كان يجبُ أيضا أن نخاطبَ إخواننا الاشتراكيين؛ لاهتمامهم بالمجالِ الثقافي أكثر من غيرهم، ولكونهم أصحاب رصيدٍ تاريخي في النضال لولا أن قيادتهم الحزبية قد تعمدت ــ كما يبدو ــ أن تجعلهم شذرا مذرا في أودية الشتات، وإلا فلا مزايدة على وطنية ووحدوية إخواننا الاشتراكيين؛ أما فيما يتعلق بحزبنا الكبير المؤتمر الشعبي العام فالبُعد الثقافي والتربوي داخله أضعف حلقاته التنظيمية للأسف. ليس من اليوم؛ بل من قبل.

على أية حال.. وخلاصة القول: تكاد الكلمة هي ما تبقى لنا اليوم من سلاح في مواجهة الكيان الإمامي البغيض، وهو سلاحٌ فعالٌ ومؤثرٌ واستراتيجي، ويخشاه هذا الكيان كثيرا. ومن أجاد مسألة فهي سلاحه، وهو مسؤول عنها.

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية