تسعى الحكومة الشرعية إلى الإفراج عن حسابات اليمن المجمدة في الخارج، ومنها 87 مليون جنيه إسترليني في بنك إنكلترا (البنك المركزي) الذي يرفض إلغاء الحظر عليها، محاولة دعم الاحتياطي النقدي الأجنبي المتآكل، والحد من الأزمة المالية الخانقة التي تشهدها البلاد.

وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد" أكد محافظ البنك المركزي اليمني، محمد زمام، أن خلفية الأمر في هذا الملف ترجع إلى طلب الحكومة اليمنية، في شهر يوليو 2016، تجميد الأرصدة، عندما كان البنك في صنعاء تحت سيطرة ميليشيات الحوثي، ومنها حسابها لدى بنك إنجلترا.

وقال زمام: "حاليا قمنا بتفعيل أغلب الحسابات، وكان بنك إنجلترا أوشك على إنهاء الإجراءات القانونية مع مكتب المحامي الخاص بالبنك المركزي"، موضحاً أنه ليس للتجميد تأثير كبير كون المبلغ ضمن الاحتياطي الخارجي للبنك.

وتابع: "نريد تفعيل الحساب ولا نفكر في سحب المبلغ، لدينا حسابات أخرى مفعّلة ولم نسحب منها".

وكانت الحكومة الشرعية قد طلبت، في عام 2016، من صندوق النقد الدولي وقف التعامل مع البنك المركزي اليمني وتجميد أمواله، قبل أن تقرر نقل المقر الرئيسي للبنك وإدارة عملياته من العاصمة صنعاء الخاضعة لميليشيات الحوثي إلى العاصمة المؤقتة عدن.

من جهتها قررت الولايات المتحدة، في منتصف يوليو 2017، رفع الحظر عن أموال الحكومة اليمنية لدى البنك الفيدرالي الأميركي، والتي تقدر بنحو 205 ملايين دولا، بعد عام واحد من قرار تجميدها، فيما رفض بنك إنجلترا رفع التجميد عن الأموال الموجودة لديه.

ويأتي رفض بنك إنجلترا الإفراج عن حسابات اليمن نتيجة وجود حالة من عدم الثقة في الحكومة اليمنية، بالإضافة إلى عدم الدعم الغربي لقرار نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.

وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد قرر، في 18 سبتمبر 2016، نقل المقر الرئيس للبنك المركزي وإدارة عملياته إلى العاصمة المؤقتة عدن، لكن ميليشيات الحوثي احتفظت بالمقر الرئيسي في صنعاء كبنك موازٍ خاص بهم، ما تسبب في زيادة الأضرار على الاقتصاد الوطني، وحصول أزمات متلاحقة، منها عدم الانتظام في صرف الرواتب وتهاوي قيمة العملة اليمنية.

وقال سفير بريطانيا لدى اليمن، مايكل آرون، في تصريحات صحافية سابقة، إن "بنك إنجلترا" مؤسسة مستقلة أرسل رسالة منه وليس من الحكومة البريطانية للبنك المركزي في عدن، فيها سؤالان: الأول عن تعيين المحافظ من الرئيس، والآخر عن تغيير مكان البنك من صنعاء إلى عدن، وينتظر جواباً.