اقتراب معركة الحسم

هناك عدة مؤشرات كلها تدلل على تغيرات عسكرية حقيقية على الأرض، وتقرب كثيرا من معركة الحسم التي تقترب معها صنعاء أكثر:

١)لأول مرة يعتمد الحوثي خطة الأنساق البشرية مضاعفة ويصل معدل قتلى الحوثيين بوميا بين 300 و 500 قتيل ولم ينجح في ارباك الجيش.

٢) اعتمد الجيش خطة ذكية جمعت بين الاستنزاف الدفاعي والهجوم النوعي بدون خسائر ، ورغم قوة المعارك إلا أن خسائر الجيش البشرية هي الأقل من أي حرب .

٣) تشهد جبهات الحوثي فرارا متزايدا ولأول مرة تستقبل مأرب أسرى بالمئات يوميا يسلمون أنفسهم مع ذخيرتهم قبل القتال، وهذا يدل على أن هناك تجنيد اجباري من قبل الحوثيين في المناطق الخاضعة لهم .

٤) من خلال الفيديوهات من الواضح أن الجيش تمكن من الحصول على  بعض الأسلحة النوعية، ويتعامل معها بقدرة فائقة توحي بوجود خبرات عسكرية ، ما يدلل أن من يقود المعركة اليوم عسكريين احترافيين ، ولديهم خبرة واضحة بحروب الجبال، ويبدو أنهم مختارين بعناية من كل مناطق اليمن.

٥) تصريحات الايرانيين وحزب الله والحوثيين تدلل أن معركة مأرب مصيرية بالنسبة لهم ، ومؤشرات هزيمتهم هي التي  دفعتهم للخروج عن صمتهم واستعراض انتصارات الحوثيين السابقة بكل غرور.

٦) معركة الدفاع عن مأرب أشعرت اليمنيين جميعا بوحدة الصف والتسامي على كل الخلافات ، فقد استقبلت مأرب الرجال والمال والقوافل الغذائية من كل المحافظات الشرقية والجنوبية والغربية .

٧) لأول مرة الجيش والأمن يقوم بعمليات منسقة للقبض على خلايا الحوثي الذين تعودوا التغلغل والاختراق من خلال المجتمع القبلي أو هيكلة الدولة المدنية والعسكرية أو استغلال الفئات الاكثر ضعفا ، كما يبدو لافتا أن الجيش أصبح لديه تقنيات مكنته من الحصول على اتصالات عسكرية آمنة  بعيدا عن أعين الحوثيين .

٨) منذ سقوط صنعاء وانطلاق عاصفة الحسم تعد معركة مأرب الأخيرة هي أول معركة يديرها تخطيطا وتنفيذا ضباط يمنيون دون تدخل التحالف الذي  قلص تواجده على الأرض وأبقى فاعلية الطيران حسب حاجة الجيش اليمني .

٩) بدأت ملامح التنسيق العسكري بين المناطق والمحاور التابعة لوزارة الدفاع ، واذا ما اكتمل التنسيق بشكل أفضل فإن معركة صنعاء لم تعد ذات قيمة عسكرية لأن استعادتها هو تحصيل حاصل بعد استعادة المحافظات المحيطة بها.

١٠) ما يحصل من قتل وسحل من قبل الحوثي لأنصاره من القيادات القبلية مؤشر على  تمرد قبلي شعر به فعليا أو  تمرد متوقع للقبيلة نتيجة الظلم والاضطهاد الذي يمارسه خاصة في اختطاف الشباب وإجبارهم على القتال وهذا أكثر القرارات التي أدت إلى تصادم الحوثيين مع حلفائهم من القادة القبليين.

ومن خلال تلك المؤشرات فإنه يبدو أن جماعة الحوثي استفدت خياراتها وأحرقت مراحلها، بسرعة أكثر من المتوقع ، وهذا سيدفعها إما لمراجعة الثمن الذي دفعته ودفعه اليمنيون بسبب اختيارها لطريق العنف،  أو توقيع المشهد الأخير بيدها واسدال الستار على أجرم حركة عنصرية عرفها تأريخ اليمن!

عبدالسلام محمد. رئيس مركز أبعاد للدراسات

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية