رئيس مؤتمر الحوثي العام وإيرلو

التقى صادق أمين أبو راس بالحاكم العسكري الإيراني في صنعاء حسن إيرلو ، ومن المضحك أنهما بحثا العلاقات بين اليمن وإيران بما يسهم في إيقاف العدوان ودعم المباحثات بين الأطراف اليمنية بعيدا عن التدخلات الخارجية ، وكأن ما قامت به عصابة الحوثي الإرهابية من عدوان على الشعب اليمني وجلبها للعدون الخارجي ليس بعدون .

 

وبحسب المصدر ، أكد إيرلو أن بلاده ستقدم الدعم والمساعدة لإيقاف العدوان وتحقيق السلام ، وكأن دعم إيران لعدوان الحوثي على الشعب اليمني ومصادرة حقوقه وسرقة مرتباته وتعطيل التنمية وزرع الأرض بالموت بدلا من الحياة ليس بعدوان ، فأي عدوان يتحدث عنه هذا العدو أكثر مما تقوم به دولته وشيعة الشوارع كما أسموهم .

 

هل آن للمؤتمريين أن يدركوا أنهم وحزبهم وبلادهم مستهدفون وقد كشف أبو راس القناع الحقيقي ومزق اللثام دفعة واحدة عن وجهه وأظهر حقيقة سعيه لإنهاء المؤتمر والوثوب من فوق الهاوية السحيقة .

 

أبو راس واحد من النماذج الجمهورية الذين غيروا جلودهم وهويتهم والتحقوا بالإمامة وبالهوية الإيمانية ، كما تسميها شيعة الشوارع ، لقد بدا مشهد اللقاء مثيرا للسأم والغثيان ، لكنه كشف الغطاء عن وجه أبو راس ، ورفع منسوب الخطر ، فتحالف المؤتمر مع إيران أكثر من خطر علاقة الإماميين شيعة الشوارع بإيران .

 

مافعله أبو راس ليس جديدا ، فقد ارتد عن الجمهورية واعتنق الإمامة واندفع للعمل في حضرة العجل وخر له ساجدا يتمسح بطيفه الذي يزوره عبر شاشة كبيرة معلقة في ديوانه ، وها هو اليوم يضيف إلى رصيده في السقوط الجلوس مع الحاكم العسكري الإيراني في صنعاء ، واندفع يصافحه وكأنه صديق العمر وانحنى يقبله بذل .

 

وهو في حضرة إيرلو لم يتذكر أبو راس شباب المؤتمر الذين أمضوا سنين في معتقلات الإماميين شيعة الشوارع ، بل تناسى أن اليمن من منطلقها القومي قاتلت في قادسية العراق دفاعا عن الأمة العربية ، لكن على ما يبدو  أن أبو راس مستعجل ولا يريد أن يترك شيئا للتاريخ ، لأنه يدرك أنه لا يوجد أحد في المؤتمر يحاسب هذه الأيام على الخيانة والعمل مع العدو الفارسي ، ولا أحد يهتم بواقع المؤتمريين وظروف اضطهادهم .

 

كان اللقاء بهدف الحشد إلى مارب ، ونسي أبو راس أن مارب أرض مقدسة يموت أهلها فداء لها ولا يبيعونها وأنهم ليسوا على شاكلة المتحوث حسين حازب الذي فقد وعيه بأهمية الانتماء والإيمان بالوطن والحرية والكرامة ، ونسي أبو راس أن لقاءه هذا سيكون معرة في جبينه إن كان له جبين ، فهو قد اعتدى على ضمير المؤتمريين وتمسكهم بالجمهورية والقومية العربية ورفضهم للإمامة ولشيعة الشوارع .

 

تمسك أبوا راس ومن معه من مؤتمر الحوثي العام بالإبقاء على التحالف مع عصابة الحوثي الإرهابية بعد تصفية الزعيم علي عبدالله صالح بحجج واهية وادعاءات كاذبة ، أظهرت أن أبو راس ومن معه لم يكونوا سوى جسر تعبر عليه عصابة الحوثي باتجاه المؤتمر .

 

لم يكن إيرلو بحاجة إلى هذا اللقاء ، لكنه أراد أن يكرس في أذهان المؤتمريين الوجود الفارسي ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك انخراط أبو راس في المشروع الخياني والسير في ركب الإمامة والعداء للجمهورية والقومية والرضا بالمشروع الفارسي على حساب المشروع العربي .

 

حاولت أن أجد لأبي راس مبررا يخرجه من دائرة التبعية للعنصرية الإمامية ، فلم أجد له مبررا سوى تلذذه هو وحازب بالعبودية لجماعة أعلنت تمايزها الاجتماعي بلبسها المختلف عن المجتمع ، وتمايزها الطبقي باعتبارهم سادة والآخرين عبيد ، وتمايزها في الحكم كونها تمتلك وصية لحكم الآخرين ، وتمايزها الديني كونها وريثة بيت النبوة ولا يصح إيمان الآخرين إلا بالإيمان بهم ، وتمايزها الاقتصادي باقتطاعها 20 % لنفسها من ممتلكات اليمنيين بدون عمل ، فأي عدوان أكثر من هذا العدوان يا أبا راس ، مع إنني أشك أن لك رأسا تفكر به ؟!

 

إن عدم الجلوس مع الفرس هو موقف أخلاقي وثقافي واجتماعي ، لأن خطره يتعداه إلى خراب نسيج الشعب اليمني ، فالمؤتمر ليس وحده المستهدف ولا اليمن وحدها المستهدفة ، بل كل أمتنا العربية التي يراد اختراقها ، فلا شرعية لمن يريد أن يعطي شرعية للعدوان الإيراني ، وأبو راس باع ممتلكات المؤتمر الشعبي العام من عقارات وأسهم في شركات لعصابة الحوثي ، واليوم يبيع الحزب لإيران ، فأين أنتم يا أصحاب وأنصار انتفاضة ديسمبر ، ولا نامت عيون القتلة والخونة .

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية