الهوية اليمنية أقوى من معاول الفرس

ليس من باب الفخر القول أن أول مسلم تطأ قدماه أرض الأندلس هي قدم طريف بن مالك القائد اليمني، الذي أرسل إلى الجزيرة الأيبيرية على رأس خمسمائة فرد، كاستطلاع يمهد لفتح بلاد الأندلس.

عبر طريف بن مالك مضيق الزقاق؛ و هو ما أصبح يسمى مضيق جبل طارق، في شهر رمضان عام 91 هجرية بأربعة مراكب، ونزل على جزيرة صارت إلى اليوم تسمى باسمه: جزيرة طريف .

   ومرة أخرى ليس الأمر هنا للمباهة أو المفاخرة بمشاركة اليمنيين الواسعة في فتح بلاد الأندلس، ولو كان الأمر كذلك لسردنا أسماء لقادة عظماء، وعلماء مشاهير سجلوا على تلك البلاد تاريخا ناصعا، وحضورا فذا، ولن نتوقف عند عبد الرحمن الغافقي ولا السمح بن مالك الخولاني، و لا المنصور بن أبي عامر المعافري، ولا أبوبكر بن العربي المعافري أشهر قضاة الأندلس، لكن الأهم - هنا - إنما هو ضرورة البيان والتصدي لتجريف التاريخ والفكر والثقافة التي تحاول فيه العصابة الحوثية طمس الهوية اليمنية والعربية والإسلامية، ومحو المعالم والآثار والمآثر اليمنية، بهدف التماهي والذوبان مع ملاليها في طهران، واستبدال الشخصيات القيادية والتاريخية اليمنية - قديما وحتى حديثا - بشخصيات مستجلبة من إيران، وإحلالها محل رموز وأبطال وعظماء اليمن؛ فتارة تسوق للخميني برفع صوره في الشوارع والأماكن العامة، و تمجيده الواسع بالحديث عنه وعن غيره من الفرس، أو التعريف به من خلال الإجلال والتقديس، وحينا بالاحتفاء والاحتفال البائس بالإرهابي قاسم سليماني، وكأنه حرر القدس، أو بطل حطين جديدة.

إن السلالة الحوثية عبر جدودها لا يطيقون الحديث عن تاريخ اليمن واليمنيين، فضلا عن أن يبرزوه للعالم، وهذا أحمد حميد الدين  عندما كان وليا للعهد أراد أن ينقب عن الآثار الحميرية، وسرعان ما بادر أبوه الإمام يحيى إلى تنبيهه لخطورة مايفعل؛ إذ أبرق إليه: " بادر بوصولك، تشتي تذكر اليمنيين جُدُودهم" !

فاقرأ العبارة بعناية لتدرك مدى ضيقه بحضارة اليمن و تاريخه و أمجاده.

 و اليوم يظهر التسلط الإيراني جليا ، إذ أن الجميع يلاحظون السيطرة التامة لملالي إيران على العصابة الحوثية، ذلك التسلط الذي لم يعد - لوقاحته و ذيلية العصابة الحوثية  لهم - بحاجة الى التخفي، أو توجيه قادة العصابات الحوثية من وراء ستار، وهو أمر بات يستفز كل يمني حر ، سواء كان قحطانيا أو عدنانيا، إلا السلالة الحوثية.

    تريد إيران من خلال السلالة الحوثية وبتجنيدها أن تنتقم من تاريخ اليمنيين منذ فتوحات القادسية حتى معركة نهاوند التي قُضِيَ فيها على آخر معاقل الإمبراطورية الفارسية .

   إن حقد القرون الذي يحمله أحفاد كسرى مايزال مستعرا غضبا و بغضا على العرب عامة، و اليمنيين خاصة؛ لدورهم الفاعل في القادسية و ما تلاها من معارك و فتوحات.

و مثلما أنها تنتقم من التاريخ، تريد أن تنتقم كذلك من شخصيات اليمن التاريخية التي كانت رأسا في تلك الفتوحات، أمثال قيس بن مكشوح المرادي، وعمرو بن معدي كرب الزبيدي، وجرير بن عبد الله البجلي و الأشعث بن قيس الكندي .. و غيرهم كثير، فملالي إيران في حرب شعواء ضد هذا التاريخ، وهي تلجأ عبر الحوثيين لتسويق شخصيات فارسية كما رأينا الترويج الواسع للخميني و كذا قاسم سليماني، بالتزامن مع إغلاق كلية الآداب بجامعة صنعاء لصالح تدريس اللغة الفارسية، و إلغاء قسم التاريخ و كل ما من شأنه تعزيز الهوية اليمنية أوالعربية أوالإسلامية في ظل استسلام و رضا كاملين و انبطاح تام للحوثيين بهذه الأفعال المذلة والمشينة، مما يثبت بوضوح عدم وجود أدنى صلة للعصابة الحوثية باليمن أرضا، و إنسانا، وتاريخا !!

   يوما فيوم يزداد انكشاف هذه العصابة، و مدى تبعيتها التامة لإيران على حساب اليمن واليمنيين و ضد تاريخ اليمن وحاضره ورموزه .

 هذا الأمر الواضح في التبعية التامة من الحوثيين لإيران يضع اليمنيين جميعا أمام واجب التصدي بكل قوة، و في كل المجالات لإسقاط مشروع التجريف للهوية اليمنية و التاريخ اليمني، و هو ما لن يكون إلا بإسقاط المشروع الظلامي للكهنوت الحوثي الفارسي.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية