وهم السلام

تتسارع وتتعدد دعوات السلام في المطالبة بوقف إطلاق النار في اليمن كل مرة  في  حالة واحدة وهي عندما يتعرض الحوثيون لضربات موجعة من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والطيران السعودي الشقيق .

وتتقاطع هذه الدعوات بهدف واحد هو الآخر أيضا هو منح الحوثيون فرصة أخرى للملمة شتاتهم واستجماع قواهم من جديد ومنحهم مزيد من الوقت والإمكانيات  وحشد المواطنين وجلهم من الاطفال إلى محارق الموت وفق الاستراتيجية الايرانية (القتال بالموجات البشرية ) وهذا ظاهر للعيان فالمئات من الجثث المتناثرة في الشعاب والوديان والصحاري والسهول و التى أصبحت طعاما للسباع والوحوش  وليس هذا رجما بالغيب وبإمكان الانسان العادي مشاهدة العشرات منها  فضلا عن الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان وخصوصا المهتمة منها بالأطفال

لقد راهن الحوثيون و أسيادهم في معسكر الغدر والخيانة الطائفي  للأمة على مر التاريخ  على إسقاط مأرب وجلبوا عليها بخيلهم ورجلهم  ولكن إرادة الله تعالى وقفت إلى جانب المظلومين والمهجرين قسريا والنازحين والمشردين  والمعتقلين والاسراء والجرحى والأيتام الذين اصطفوا جميعا في خندق الوطن والجمهورية

مدافعين عن مأرب اخر حصون الجمهورية والوحدة  والثورة والعدالة والحرية  واليمن الجديد

ان انتصار مأرب ليس لها فقط بل يعني اليمن الكبير ووحدته وهويته السياسية وعمقه الحضاري وتاريخه الموغل في القدم

لقد كان اليمنيون على مر التاريخ منحازين إلى السلام واليوم هم  كذلك يرحبون بالسلام العادل القائم على المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية والقرار ٢٢١٦الصادر عن مجلس الامن ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل بصنعاء) الذي يعد الحوثيون جزء رئيسي منه ووافقوا على نتائجه .

وهي الضمانات الأساسية لعودة الشرعية وتسليم المدن وعلى رأسها العاصمة صنعاء ونزع سلاح المليشيات وإرجاع سلاح الدولة المنهوب

وبغير ذلك فأن دعوات  السلام سراب ووهم تمنح الحوثي مزيد من التخطيط والترتيب وجلب الأسلحة و المرتزقة من المليشيات الطائفية من إيران و لبنان والعراق وسوريا وحتى أفغانستان  فضلا عن تجنيد اليمنيين بالقوة القاهرة وبأساليب غير أخلاقية يعرفها الكثير .

ومع ذلك يقدر اليمنيون أي جهود لجلب سلام حقيقي ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الذي بات ضحية المد الايراني في المنطقة والذي يهدف السير  إلى مكة والمدينة وتغيير الديمغرافيا في إطار المشروع الدولي الكبير الذي يهدف إلى  تحويل الأقلية الشيعية إلى أكثرية حاكمة في الوطن العربي وتقليص الوجود السني كخطوة لإنهائه.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية