اليمنيون المرحلون من غوانتانامو إلى الإمارات.. معاناة مستمرة وإهمال متعمَّد

قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن ملف المعتقلين اليمنيين المرحلين من معتقل "غوانتانامو" إلى السجون الإماراتية لا زال يراوح مكانه بعد أكثر من 5 سنوات على قرار السلطات الأمريكية إغلاق المعتقل سيء السمعة، وإطلاق سراح المعتقلين فيه بعد وعود – لم تتحقق- بإرسالهم إلى دول إسلامية لإعادة تأهيلهم ومساعدتهم في الاندماج داخل المجتمعات، وفتح الطريق أمامهم للحصول على الوظائف والمال والزواج.

وذكرت المنظمة في بيان لها صدر اليوم الخميس ٢٤ يونيو ٢٠٢١ ،  الأوضاع  القانونية المتعلقة  باليمنيين في دولة الإمارات ، بأن سجناء غوانتنامو من اليمنيين والذي تم ترحيلهم إلى دولة الإمارات ، والبالغ عددهم  18 يمنيا، كانوا استثناءً مؤلمًا، مقارنة بآخرين عادوا إلى بلدانهم أو استضافتهم دول أخرى وفرت لهم بيئة إنسانية لدمجهم في مجتمعات تراعي حقوقهم وتوفر لهم الدعم المطلوب.

حيث أشارت "سام" إلى أن اتفاق التعاون لإعادة توطين معتقلي غوانتنامو وتحسين أوضاعهم بين الولايات المتحدة والإمارات العربية هو نفسة الاتفاق مع دول اخرى، والذي بموجبه تحسنت أوضاع اليمنيين الذين تم إطلاقهم لدول أخرى وأطلقت حريتهم وتم توطينهم في تلك الدول.

ووقع تشاك هاجل، الذي شغل منصب وزير الدفاع الأمريكي من 2013 إلى 2015، شخصيًا على إطلاق سراح أكثر من 40 محتجزًا. "نقول للدول المضيفة التي ستقبلهم، نريد أن يعود هؤلاء الناس إلى المجتمع، حيث يكونون مواطنين منتجين. هذا يعني التعليم، وهذا يعني إعادة التأهيل."  المصدر صحيفة npr

لكن حكومة الإمارات -وبحسب أٌسر المعتقلين- تراجعت عن تنفيذ ما جاء في الاتفاقيات المبرمة متجاهلة الأعراف الدولية والأخلاقية والإنسانية، وذكر بيان تلك الأسر الذي نشر في وقت سابق أن الإمارات قامت بسجن جميع الأفراد المفرج عنهم من معتقل غوانتنامو إليها وتقييد حرياتهم والتضييق عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية في الحصول على حياة طبيعية وآمنة.

وأشارت "سام" إلى أن الـ18 يمنيا تم اعتقالهم من أفغانستان وباكستان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول حيث يقبعون في الحجز داخل الإمارات العربية المتحدة لمدة جاوزت الخمس سنوات، وفقًا لما قالته أسرهم ومحاموهم في تصريحات سابقة لوكالة أسوشيتيد برس.

 وتحدث المعتقلون في اتصالات هاتفية متفرقة من عدة أماكن غير معلنة في الإمارات بما في ذلك سجن سيء السمعة مليء بالتعذيب، حيث قالوا لعائلاتهم إنه على الرغم من سوء الحياة في غوانتانامو، فإنهم يتمنون العودة إلى هناك، وبينت "سام" أن هناك خطرا حقيقيا يضاف على مجموعة الانتهاكات التي يتعرض لها اليمنيون هناك وهو خطر إعادتهم قسريًا إلى اليمن، حيث تخشى عائلاتهم أن يواجهوا معاملة أسو في ظل العدوان المستمر على اليمن والأوضاع الأمنية والاقتصادية المعقدة.

وتحدثت "سام" عن مخاوف الأسر الذين تواصلت معهم حول عدم توفر الإمكانيات الكافية لديهم للمطالبة بحقوق أقاربهم بسبب الظروف المادية الصعبة التي يعانون منها، يضاف لذلك عدم معرفتهم بطرق التحرك القانونية وماهية المنظمات التي تملك اختصاص التواصل مع السلطات الإماراتية والحكومة اليمنية التي لم تتحرك بشكل فعلي لإنهاء ملف اليمنيين داخل اليمن الممتد منذ سنوات. إضافة لخشية تلك العائلات من ردود الفعل من الجهات الحكومية وأجهزة المخابرات وممارسات التهديد بالاعتقال والإخفاء والتعذيب وغيرها في حال تحركت تلك العائلات.

ووصفت "سام" معاناة أسر المعتقلين اليمنيين في السجون الإماراتية بأنها في غاية التعقيد، وخليط من الأمل والترقب والخوف على حياتهم بعد توارد أنباء عن أوضاعهم هناك عبر الاتصالات المحدودة جدًا من ذويهم هناك، حيث تمكنت المنظمة من الحصول على بعض الإفادات من ذوي المعتقلين اليمنيين في دولة الإمارات والذين كانوا متواجدين في معتقل غوانتنامو قبل ترحيلهم، مؤكدين أن هذه الاتصالات انقطعت منذ شهرين, ولم يعودوا قادرين على التواصل مع ذويهم, أو الاطمئنان على صحتهم.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية