حافظوا على شبوة واستقرارها

كنت في موكب كبير في فبراير ٢٠١٨ متوجهآ إلى ساحل شبوه لوضع حجر الأساس لميناء قنا التجاري، وفي الرضمة حبان وجدنا أكثر من خمسمائة جندي تابعين للنخب التابعة للإمارات مع الدبابات والمصفحات والأطقم على جانبي الطريق، وكان يرافقني قادة عسكريين وأطقم وأكثر من مئتين جندي ومرافق مسلح.

كان جنود ما يسمى بالنخبة صغار سن ومرتبكين فقد قيل لهم أن مجاميع من القاعدة ستمر من هذا الطريق وعليهم الاستعداد لخوض المعركة، كانوا قد نشروا بعد النقطة الأولى حوالي عشرين نقطة أخرى، وفي النقطة الأولى أوقفونا وذهب إثنان من قادة الأولوية المرافقين لي للتفاوض معهم الا أنهم رفضوا وقال قائدهم ممكن تتواصلوا بالقائد الإماراتي في بالحاف إذا تريدون العبور، عاد القائدان العسكريان إلى عندي وسألاني القرار فقلت لهما نحن وفد مدني في مهمة تنموية سنعود فقال أحدهما ولكننا حكومة ماذا سيقول عنا الناس فقلت لهم يقولوا ما يقولوا ولا تسيل قطرة دم في معركة بين أبناء شبوه، عدنا أدراجنا فسألني بعض الأخوة الركاب معي في السيارة أن كلام القائد كان وجيها فقلت لهم أن هذه معركة أن جرت سيطرب لها عيدروس الزبيدي وشلال وهاني بن بريك وسيرقصون على نخب دمائنا حتى ولو انتصرنا على هؤلا الجنود الشباب، لا يهمهم شبواني واحد لذلك نحن أوّلى بحفظ دماء أبنائنا وأن كانوا في النخب التابعة للإمارات.

 جنود النخب كانوا تشكيل عسكري منظم يتلقى أوامر من قيادة محدده وأن كانت هذه القيادة إماراتية وكان هذا التشكيل غير شرعيآ فأنه موجود على الأرض والناس تعاملوا مع النخب بإيجابية رغم معرفتهم بخطورة تلك التشكيلات القبلية، كان يقود تلك النخب شباب ليس لهم خلفية عسكرية ولا خبره قتالية فقط يقودهم الحماس والبعض منهم تقوده حاجته الماديه.

كان لديهم ١٣ لواء بقوام يزيد عن أثني عشر الف جندي وكانت القوات الحكومية داخل عتق لا تتجاوز الثلاث مئة جندي لكن الفرق أن جنود الحكومة كانوا مدربين ويدافعون عن الدولة. عندما دفع عيدروس وهاني وشلال بهؤلا الجنود للمعركة رغم جهود قيادة المحافظة بأن تبتعدوا عن أشعال الفتيل في شبوه وصل حد التوسل للأمانة بعضهم رفض دخول المعركة لاستشعاره فداحة الجرم في القتال بين أبناء شبوه لا لشي إلا لإرضاء ضباط الإمارات والمناطقيين في عدن، نشبت المعركة مع البعض الآخر وتم حسمها لصالح قوات الدولة في ساعات بخسائر محدودة جدآ، ثم وصلت قوات مناطقية  من عدن بقوام لوائين تم تدميرهما عند أبواب عتق قتلا وجرحا وأسرى ولم يعد منهم الا القليل فر هاربآ. أصبحت الدولة هي صاحبة القرار في شبوه لا شريك لها كما كان الوضع في عصر النخب لذلك كان من الواجب عليها فرض سيطرة الدولة على كل شبر في المحافظة وهذا ما قامت به قيادة المحافظة.

أكتب هذا لأنبه أبنائنا الذين لازالوا يتبعون ما يسمى الإنتقالي في محافظة شبوه أن يأخذوا العبرة من هذا السرد وأن يحافظوا على أستقرار شبوه وحفظ دماء أبنائها لأنكم أن تورطتم في الصراع مع الدولة وأجهزتها العسكرية لن يرقص طربآ إلا المناطقيين في عدن الذين يكنون لشبوه كل الحقد ليس منذ أن الحقت بهم الهزيمة المره في أغسطس ٢٠١٩ لكن من قبل ويناير ٨٦ خير شاهد على العلاقة الحميمة الطيبة بيننا وبين هؤلا.

أي سياسي لابد أن يقراء الأحداث جيدآ فالتاريخ معلم جيد كما تقول الحكمة ويستفيد ويفيد وهذا ما نأمله منكم.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية