مرصد دولي: الأجهزة الأمنية بعدن تسمح بتنفيذ جرائم الاغتيالات ولا تتدخل لمنعها

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الجهات الأمنية في عدن لم تتعامل بجدية مع التهديدات التي يتعرض لها المواطنون في عدن، ما يثير شكوكًا حقيقية حول مسؤوليّتها في حدوث عمليات الاغتيالات أو السماح بها وعدم التدخل لمنعها.

وأدان المرصد  بشدة اغتيال القيادي في حزب الإصلاح اليمني "بلال منصور الميسري" في مديرية المنصورة بمحافظة عدن، ودعا إلى فتح تحقيق فوري في حادثة اغتياله وحوادث الاغتيالات السابقة كافة بما يضمن تحقيق العدالة للضحايا، وتوفير الحماية الكاملة لجميع الشخصيات التي قد تكون مستهدفة بالتصفية أو الإيذاء الجسدي.

وقال مدير العمليات في المرصد الأورومتوسطي "أنس جرجاوي" إنّ تصاعد الاغتيالات السياسية في عدن نتيجة طبيعية للإفلات من العقاب الذين حظي به مرتكبو الجرائم السابقة، إذ لم نر أي تحركات فعلية من سلطة الأمر الواقع لحماية النشطاء السياسيين والشخصيات المستهدفة، أو حتى محاسبة المسؤولين عن عمليات الاغتيال السابقة".

وأضاف أنّ عددًا من الذين تعرّضوا لعمليات اغتيال كانوا تلقوا بالفعل تهديدات بالتصفية الجسدية، لكنّ الجهات الأمنية لم تتعامل بجدية مع تلك التهديدات، ما يثير شكوكًا حقيقية حول مسؤوليّتها في حدوث تلك العمليات أو السماح بها وعدم التدخل لمنعها.

وحث الأورومتوسطي الحكومة اليمنية والتحالف العربي في اليمن على بذل كل الجهود المشروعة من أجل حماية أرواح المدنيين وإنهاء حالة الفوضى الأمنية في عدن، وتوفير بيئة آمنة للنشاط السياسي والمدني في المدينة.

وقال الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيانٍ صحفيٍ ، إن مسلحين مجهولين أطلقوا أربع رصاصات على رأس وصدر "الميسري"، حين هم بركوب باصه الشخصي أمام منزله في مديرية المنصورة بعدن، ولاذوا بالفرار لجهة غير معلومة.

وأفاد المرصد الأورومتوسطي إفادة، (أ.ح) أحد الشهود العيان على الحادثة، حيث قال: "سمعنا صوت إطلاق نار في المنطقة، هرع بعض الأهالي إلى المكان ليجدوا "الميسري" مضرجًا بدمائه داخل مركبته، بعدما أصيب بعدة طلقات نارية، ثم نقلوه إلى مستشفى الصداقة في سبيل إسعافه، إلاّ أنه وصل المستشفى جثة هامدة".

ولفت الأورومتوسطي إلى أنّ حادثة اغتيال "بلال الميسري" ليست الأولى في محافظة عدن لهذا العام، ففي 2 مايو/أيار الماضي، أطلق مسلحون مجهولون النار على الأمين العام للمجلس المحلي في مديرية المحفد "محمد سالم الكازمي"، أمام منزله في منطقة الحسوة بمديرية البريقة غربي عدن، ما أدى إلى مقتله على الفور.

وفي 26 يناير/كانون الثاني الماضي، اغتال مسلحون مجهولون مدير الأمن السياسي في الحديدة أثناء تواجده في عدن، حيث اختُطف من أمام منزله في مديرية البريقة، ثم عُثر على جثته صباح اليوم التالي وعليها آثار طلقات نارية.

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ محافظة عدن –التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي- تشهد منذ يوليو/تموز 2015 موجة اغتيالات كبيرة طالت ضباطًا في الجيش والأمن ونشطاء سياسيين وخطباء وأئمة ورجال قضاء، فيما لم تبذل سلطة الأمر الواقع جهودًا جادة لكشف ملابسات تلك الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.

ولفت إلى أن محافظة عدن شهدت منذ عام 2015 مقتل ما لا يقل عن 200 حالة تصفية جسدية، وأنّ جميع هذه الحوادث قُيدت ضد مجهول، بحسب إحصائية صادرة عن "منسقية مناصرة ضحايا الاغتيالات في عدن".

وفي يناير/ كانون الثاني 2019، أشار تقرير لفريق الخبراء الأممي المعني باليمن إلى ادعاءات بمسؤولية قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيًا عن عمليات اغتيال عدد من رجال الدين وقيادات حزب الإصلاح في عدن.

 

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية