عيد مبارك يا إصلاح
في كل عيد ينتظر البسطاء على أبوابهم دقات شباب الإصلاح الذين يأتون إليهم بما يثلج صدروهم ويُدخل الفرحة في قلوب أبنائهم وأطفالهم الذين ينتظرون كل عيد حتى يلبسوا الجديد كسائر الناس، غير مدركين ما يعانيه آبائهم وأمهاتهم من هم وغم لأنهم لا يستطيعون شراء الكسوة وأضحية العيد وغيرها بسبب فقرهم وضعفهم، ليأت شباب الإصلاح ويكونون الأب الحنون والأخ السند، وعضد هؤلاء الآباء الذي لا ينكسر.
لكن منذ سنوات ينتظر هؤلاء البسطاء شباب الإصلاح علهم يأتون، وكلما سمعوا أحدهم يطرق أبوابهم ظنوا أن شباب الإصلاح قد أتوا، إلا أنهم يتفاجأوا بمن يختطف أحد أولادهم أو يقاسمهم كل شيء بالقوة، أو من يوجه لهم تهم التخوين والتهديد والوعيد، ولسان حالهم: نعلم أن شباب الإصلاح الذين ننتظرهم منذ ٧ سنوات إما في السجون أو المقابر أو في المنافي مقابل ما كانوا يصنعوه من خير لا يُقدّر، لكننا نغالط أنفسنا وأولادنا الذين اشتاقوا لذلكم الشباب الذين هم على هيئة ملائكة الخير..
تسقط دمعات أم صابرة علمت ذات يوم أن الشاب الذين كان يتفقدها تم اختطافه وتعذيبه في أحد سجون الإجرام، وتتعالى أصوات بكاء أم أخرى وصلها خبر استشهاد أحد شباب الإصلاح بسبب تعذيبه فقد كان يتفقدها في كل عيد ومناسبة..
كان الناس ينتظرون شباب الإصلاح يخرجون من حلقاتهم حتى يتحسسوا حال هذا ويساعدوا هذا ويحسنوا إلى هذا، فقد كانوا وما زالوا أملهم الذي لن يتخلوا عنه مهما تغيرت الظروف.
وما زال الناس ينتظرون شباب الإصلاح يوزعون لهم مطويات تهاني العيد بعد صلاة كل عيد.
وأمام كل هذه الأعمال الجبارة التي لن يصدقها البعض لأنهم لم يقتربوا من هؤلاء الشباب فيرمونهم بالتهم والتحريض، من الظلم حصر الإصلاح في زاوية معينة، لأنه لم يعد مجرد حزب فقط، بل أصبح روح كل يمني، وبلسم كل بسيط ودواء كل محتاج، فإذا اقترب من لا يعرف قدر هؤلاء، سيرى تفانيا وإخلاصا ورحمة ومسؤولية لم تخطر يوما على باله، والله شهيد على ذلك..
ما جعلني أكتب هذا هو تواصل أحدهم بي قائلا: أين ملائكة الإصلاح، فقد أصبح لدي أحفاد تخبرهم أماتهم بما كان يقدمه هؤلاء الشباب لهن ولإخوانهن من قبل، وها هم الأحفاد الآن ينتظرونهم على أحر من الجمر، ليس لشيء إلا أنهم شباب نادرون قل من يجد أمثالهم..
فالسلام على شباب الإصلاح وكل شباب اليمن ممن صنعوا بصمات عظيمة جعلتهم يرتقوا بها بين الناس..
وعيد مبارك يا إصلاح وكل يوم وشهر وعام وأنت موجود في كل بيت وحارة ومحافظة..
وعيد مبارك يا وطننا الكبير الجريح، فلن يطيل زمن جراحك بإذن الله..
التعليقات