الطلقة الحوثية الأولى .. مسؤولية من ؟!

المنشور الأخير الذي كتبه الاستاذ محمد اليدومي محذرا من خطورة التساهل مع الإماميين الجدد، واستعرض فيه بعض عواقب التساهل القائم منذ بداية ظهورها في 2004م، أثار اهتماما واسعا لكشفه بعض الحقيقة الموجعة، رغم أن بعض أدعياء الوعي ومن يعتبرون انفسهم رموز نضال حاولوا المغالطة والتدليس والتغطية على الحقيقة، بدوافع سقوط لا يمكن تفسيرها الا من منطلقات مادية رخيصة اعتادوها.

قد تكون الحقيقة مؤلمة حين نتعامل معها مجردة، لكن التدليس والتزوير ليس الحل، وقد تنشأ احيانا مبررات مزعومة تدعو لتأجيل قول الحقائق الجلية، لكن ان قيلت فقطعا لا يكون التعامل معها بالانكار والاكاذيب او شتمها وأهلها.

الاستاذ اليدومي أشار أنه تم استخدم الحوثية مبكرا ودعمها واوجد لها المناخ لأسباب مشبوهة، هذه المكاشفة أثارت سخط البعض وتم استخدام بعض آخرين للرد عليها، حتى زعم بعض الأفاكين ببراءة السلطات من اي مسؤولية تجاه كارثة الامامة الا بعد 2012م.

لا تحجب الشمس بغربال، لكن ومن باب اثبات الثابت لمن في قلبه مرض وهوى وارتزاق وتناقض، رأيت أن أورد هنا دليلا مبكرا تم اثباته قبل سنوات كثيرة سبقت 2011 التي يرمي عليها البعض كل اخفاقاته ويقتات من الظهور بمظهر الخصم لها أمام المتضررين منها لغله يجد عن ثمن نباحه الزائف.

هنا شهادة دونها الاخ عادل الأحمدي  في كتاب له صدر عام 2006 اسمه الزهر والحجر، حاول فيه قدر استطاعته العمل كباحث في قضية بالغة التعقيد.

تحت عنوان فرعي خصصه لدراسة سبب الحرب والمسؤول عنها بعنوان "كل ماحدث مسؤولية من؟!" قال عادل الاحمدي أنه "كدارس متتبع لهذه الازمة" والتزاما بما اسماه مسؤوليته أمام التاريخ فإن السلطات هي من تتحمل المسؤولية لعدة قرائن نوردها نصا كما جاءت في الكتاب:

(("أولا" : ربما كان سهلا من الناحية القانونية القول أن السلطات قد واجهت مقاومة مسلحة أثناء قيامها بتنفيذ أمر قبض قهري صادر من قبل السلطات المحلية بالمحافظة.

لكن الصحيح هو أن السلطات تتحمل (من الناحية التاريخية والادبية على الاقل) مسؤولية وجود المناخ الذي نشأت فيه هذه الحركة وترعرعت بفضله مطمئنة قريرة العين .. بل وصل تقصير السلطات حد صرف دعم شهري لتنظيم الشباب المؤمن مبلغ 400 ألف ريال من خزانة رئاسة الجمهورية. وكذلك يتحمل الرئيس علي عبدالله صالح أيضا مسؤولبته الشخصية عن ذلك، بسبب تجاهله التقارير الأمنية التي كانت ترفع إليه بخصوص الحركة الحوثية، وهو ما اعترف به الرئيس شخصياً أمام العلماء كما سبق.

ثانيا : تتحمل السلطات مسؤولية ماحدث أيضا، بسبب عدم تقديمها مشروعا سياسيا يستغرق كافة الفرقاء السياسيين في البلاد، وينسيهم طموحاتهم المخلة بالأمن والسلام الاجتماعي، وكذا عدم تقديمها مشروعا ثقافيا يستوعب أولئك الشباب الذين وجدوا أنفسهم فريسة لتعبئة المشروع الإمامي وانتهوا إلى الاحتشاد المسلح تحت قيادته.

ثالثا: تتحمل السلطات المسؤولية من جهة كونها منبثقة عن المؤتمر الشعبي العام الذي يتحمل بدوره مسؤولية تقصير جهازه الرقابي كون توسع هذه الحركة وتمددها تم تحت مظلة المؤتمر وانطلاقا من دعاوى توسعته وازاحة خصومه)).

هذه النقاط المحصورة بين قوسين اوردها الاحمدي نصا وقال اكثر منها في مواضع اخرى  من كتابه كاعترافات تمثل اهلها عن دعم صالح وحزبه للامامة وتحويل مقدرات الدولة والحزب الى ماخور رأينا نتائجه الكارثية لاحقا على صالح قبل غيره كما نكتشف من هذا الكلام المبكر ان تحالف صالح معهم منذ 2012 وتسليمه كل مؤسسات جيشه ودولته وحزبه لهم لم يكن الا فقرة من فقرات تحالف مشبوه او على الاقل خيانات مريعة.

هل سيظل البعض يتوهم انه سيقتات بالشيء ونقيضه وتنطلي أكاذيبه أو اوهامه أن الناس لا تعرف الزيف ؟!

*من صفحة الكاتب على فيس بوك

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية