الإصلاح يدعو الحكومة للعودة للوطن ودعم الجيش وفتح الموانئ واستكمال اتفاق الرياض وحل مشاكل المغتربين

دعا التجمع اليمني للإصلاح، الحكومة بكامل هيئاتها ومؤسساتها، للقيام بواجبها التاريخي والقانوني لدعم وإسناد الجيش الوطني، وتوفير كل ما تستلزمه المعركة المفتوحة للدفاع عن الوطن وحماية حقوق المواطنين وحرياتهم.

وجدد الإصلاح دعوته لكل القوى السياسية والمدنية، لضرورة تجاوز الماضي بكل حمولاته والتطلع نحو المستقبل، لافتا إلى أن الجميع يقف أمام مهمة تاريخية تتجاوز الصراع الحزبي  وتتعداها إلى مهمة الحفاظ على الدولة الوطنية ونظامها الجمهوري وحق الناس في العيش الكريم والتعبير الحر عن مواقفهم لاسيما بعد أن سطت المليشيا الحوثية الإرهابية على عاصمة البلد ونهبت مقدرات الدولة.

جاء ذلك في كلمة لرئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي، بمناسبة الذكرى الـ31 لتأسيس الإصلاح، نشرها موقع الصحوة نت الناطق باسم الحزب.

وقال اليدومي "لقد ولد الإصلاح حزباً جمهورياً، وعاش منخرطاً في قلب الجماهير، وكان وما يزال وسيظل خادماً لشعبه حتى الأبد، من أجل جمهورية كل الشعب، حيث اليمانيون أسياداً أحراراً منذ الأزل لا يخضعون إلا للواحد القهار، ولا يقبلون فوارق القيمة الإنسانية ولا يساومون عليها، نشأ حزبنا الإصلاح من وسط هذا الجمهور الحر، حاملًا لواءه، ومدافعاً عن خياراته السياسية ومصالحه الوطنية وشرفه الإنساني منذ اللحظة الأولى وحتى هذه اللحظة وسيستمر بإذن الله تعالى فالجمهورية خيارنا ونظامها سياج كرامتنا".

وجاء في كلمته "منذ أكثر من ست سنوات وشعبنا يخوض نضالاً تاريخياً مقدساً من أجل حريته وحقوقه السياسية التي صارت مهددة بسبب حرب فرضتها عليه الميليشيا الحوثية بإنقلابها على سلطته الشرعية وعلى مخرجات الحوار الوطني التي كانت هي ضمن مكوناته، حرباً لم يوفر اليمنيون أي سبيل وأية فرصة لتحاشيها لكن مليشيات الحوثي الإرهابية فرضتها عليهم عنوة فشنت حرباً واسعةً على مدن اليمن وأريافها مسقطةً كل فرص السلام ومدمرة للسلم الأهلي والنسيج الإجتماعي بشكل غير مسبوق".

وأردف" والإصلاح وهو يغذ الخطى في طريق هذا النضال مع أبناء الوطن جميعاً وقواه الوطنية جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف لا يبحث عن مكسب حزبي ولم يقدم تضحيته نيلًا لغنيمة سياسية، بل تلبية لنداء الواجب الديني والوطني والأخلاقي، ففي لحظة انهيار الأوطان، لا معنى لأي مكسب ولا قيمة لأي غنيمة، إن غايتنا  الوحيدة المرجوّة أن يستعيد الشعب دولته وتقف الجماعة الإنقلابية المتمردة عن استهداف أبناء شعبنا لا سيما في الأراضي التي تحتلها، غايتنا الوحيدة أن نرفع الضيم والإرهاب الذي تمارسه المليشيا الحوثية على شعبنا ونعيد إليه حقه وحريته بتقرير مصيره وفقاً لقواعد العدالة والمواطنة المتساوية".

وقال "إننا ونحن نعيد التذكير بتضحية الإصلاح اليوم، لا لنحصي عطاءاتنا للوطن، بل لنستعيد مشاعر الفخر ويستذكر الإصلاحيون موقعهم في سلم المجد والنضال وهم يعيدون تعريف الحرية بقيمتها الكبيرة التي تستحق كل هذه التضحيات، هذا هو مجدك أيها الإصلاحي، العلم والنشيد، الدولة والنظام  والجمهورية، الحرية والتعددية السياسية، الديمقراطية والإرادة الحرة، فتحية لكل الإخوة المناضلون و الأخوات المناضلات في كل ربوع وطننا الغالي وفي كل ساحات البذل والعطاء، إننا لا نخوض معركة انتخابية لنذهب الى إدارة الحكومة بقدر ماهي معركة نخوضها حتى يكون الحكم متاح لكل يمني ، لا ميزات ولا امتيازات ولا استثناءات فالسلطة والثروة حقّان للشعب يتداول السلطة سلماً دون قتال ويقتسم الثروة عدلاً بلا احتكار".

وطالب اليدومي الحكومة بإنهاء حالة الركود وكل مثبطات العمل الحكومي، وحشد الموارد وإيقاف كل مصادر النزيف للمال العام ومكافحة الفساد ومعالجة الاختلالات في كافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والدبلوماسية وتفعيل السلطات والأجهزة الرقابية وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب ومحاسبة من ثبت فساده وفشله.

كما طالبها بالتعجيل بفتح موانئ ونوافذ البلد المغلقة وتأهيلها، وبما يمكّن الحكومة من معاودة تصدير النفط والغاز وتوفير ما تتطلبه البلاد من عملة صعبة لتمويل احتياجات المواطنين وتحسين ظروف معيشتهم وكذا نقل الاتصالات والتحكم بها من قبل الحكومة نظراً لأهميتها في رفد الخزينة العامة للدولة بالموارد المالية ومنع مليشيات الحوثي الإرهابية من استخدام شبكة الاتصالات في التجسس على المواطنين وأفراد القوات المسلحة والأمن وبما يضر بالمعركة الوطنية لاستعادة الدولة وإنهاء الإنقلاب.

ودعا الحكومة لوضع تدابير حازمة تعالج موضوع تدهور قيمة العملة الوطنية وتوقف النزيف في قيمتها ورفع المعاناة عن كاهل الشعب الذي يعاني الويلات جراء الانهيار الاقتصادي وغلاء الأسعار وتردي الخدمات وكذا العمل على توفير الأمن والاستقرار وفرض سلطة الدولة على كافة المحافظات المحررة وحماية المواطنين من سطوة المليشيات التي تزايدت إعتداءاتها على المواطنين قتلاً وخطفاً وإخفاءً قسرياً، وهذا يحتّم على الحكومة معاقبة الجناة والعابثين بحياة المواطنين وأمنهم واستقرارهم.

وجدد الإصلاح دعوته لكل القوى السياسية والمدنية، لضرورة تجاوز الماضي بكل حمولاته والتطلع نحو المستقبل، لأننا جميعاً اليوم نقف أمام مهمة تاريخية تتجاوز الصراع الحزبي  وتتعداها إلى مهمة الحفاظ على الدولة الوطنية ونظامها الجمهوري وحق الناس في العيش الكريم والتعبير الحر عن مواقفهم لاسيما بعد أن سطت المليشيا الحوثية الإرهابية على عاصمة البلد ونهبت مقدرات الدولة.

وكرر دعوته لتطبيق اتفاق الرياض، باعتباره الإطار السياسي لانهاء حالة التمزق في صف الشرعية والسبيل السليم الآمن لعودة الرئاسة والحكومة ومجلس النواب ومجلس الشورى وكافة مؤسسات الدولة ولملمة الجهود لاستعادة الدولة والبدء في ذلك بالشق الأمني والعسكري.

ودعا للوفاء بالالتزامات المحددة والخطوات المتفق عليها، والتركيز على الهدف الكبير المتمثل في تطبيع الوضع السياسي والأمني والعسكري، والعمل تحت مظلة الحكومة لتثبيت أركان الدولة، كما يؤكد استعداده الصادق للتفاهم والتعاون مع كل خطوة من شأنها تحقق مصالح الجميع، بما فيهم الإخوة في المجلس الانتقالي، داعياً إياهم لتجاوز الاعتبارات الخاصة والتصرف وفقاً لما تتطلبه المصلحة العليا للبلاد، إذ لا يمكن تحقيق أي هدف بشكل انفرادي، وكل المكاسب الأحادية تظل مكاسب معرضة للزوال، ما لم يتحد الجميع لتقوية الدولة اليمنية الواحدة والتفاهم تحت إطارها الكبير.

وجدد الإصلاح دعوته بالإفراج غير المشروط عن القيادي محمد قحطان ورفاقه وكافة المختطفين في سجون المليشيات وإيقاف كل عوامل التهجير والنفي القسري والتوقف عن الاستثمار السياسي في ملف المخطوفين المدنيين ممن يمثل غيابهم إدانة لخاطفهم المتجرد من انسانيته المشبع بحقد يكفي لاستهداف مدني سلاحه قلمه أو موقفه.  

وحيا حماة الشعب وحراسه الأبطال في الميادين الذين يستحقون شرف الوقوف أمامهم بكل حب وإكبار، أولئك الذين شكلوا بأجسادهم دروعاً لصد جحافل العدو من سواحل عدن حتى جبال صعدة ومن سهول تهامة وتلال تعز الصـامدة حتى صحراء مأرب.

وطالب الجهات المعنية للقيام بواجباتها تجاه أسر الشهداء والجرحى وقال" نحملهم مسؤولية أي تقصير أو تأخير أو إهمال تتعرض لها أسر الشهداء والجرحى والمختطفين وذويهم وندعو إلى مزيد من الاهتمام بهم واتخاذ التدابير اللازمة لاستدراك ما فات.

وحث الجهات المعنية للاهتمام بالمغتربين اليمنيين المنتشرين في مختلف البلدان ومعالجة أوضاعهم وكذلك حل الإشكاليات التي تعترض الطلاب المبتعثين في الخارج ورفع المعاناة عنهم كونهم الفئة الأهم ممن يتعلق عليهم أمل شعبنا بتحقيق النهضة العلمية في مختلف التخصصات.

ووجه التجمع اليمني للإصلاح تحية خاصة للمرأة اليمنية التي تضرب أروع الأمثلة في العطاء والصبر وتقاسم الرجل مسؤولية النضال وضريبته عن إدراك ووعي بما سيكون عليه مصيرها في ظل الإمامة والكهنوت.

وجدد الإصلاح ترحيبه بالمبعوث الأممي الجديد لدى اليمن السيد هانس غروندبرغ وكذا ترحيبه بالمبعوث الأمريكي السيد تيم ليندركينغ، داعيا يدعو المجتمع الدولي للقيام بمسؤوليته عبر تفعيل كافة الأدوات الضامنة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن في ما يتعلق بالقضية اليمنية، والتي من شأنها ليس فقط مساعدة دولة عضو في الأمم المتحدة في أن تحافظ على نظامها الجمهوري ومسارها الديموقراطي وإنما أيضاً إزالة تهديد حقيقي يعرّض الأمن الدولي برمّته للخطر المتمثل في إبقاء واحد من أهم المضائق البحرية في العالم في متناول مغامرات ميليشيا لا تمتلك أدنى قدر من حس المسؤولية، حيث والشواهد على هذا الخطر لم تعد خافية على أحد.

وأكد على ضرورة التمسك بالمرجعيات الثلاث للحل النهائي الذي تستحقه اليمن وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالشأن اليمني وعلى رأسها القرار ٢٢١٦ باعتبارها الإطار المرجعي الذي  يعرّف القضية اليمنية والخارطة الأصلح لحل المشكلة اليمنية وإيقاف الحرب ووضع حدٍ للوضع الإنساني السيء ولأنه من يحدد الدور الأممي بدقة،  هذا الدور الذي  تعرض لانتكاسات وصلت إلى حد الفشل أحياناً والتوقف المتكرر بسبب الرغبة في تجاوز هذا الإطار ومحاولات العمل من خارجها.

ودعا إلى مراجعة تجربة مبعوثي الأمم المتحدة والاستفادة من الأخطاء التي تمت حتى لا تتكرر من جديد.

وجدد شكره للتحالف العربي لدعم الشرعية ممثلة بالمملكة العربية السعودية على جهودها الكبيرة التي بذلت لدعم بلادنا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ونثمن لهم دورهم التاريخي، في دعم الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي مؤكدا حفظ شعبنا للجميل ومبادلتهم الوفاء بالوفاء، ولطالما كانت السعودية كذلك وعهدنا بها جارةً شديدة الحرص على مكانة اليمن.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية