الأعياد الوطنية والحرب

في ظل ظروف الحرب والصراع المحتدم في بلد ما فإن الفرحة والنشوة بالأعياد عموما والوطنية خصوصاً تتلاشى وتختفي وتكاد أن تنتهي نتيجة لما للحروب من آثار جسيمة تطال الحكومات والجهات التي تتولى تغطية تكاليف هذه الأعياد.

حيث تكون منشغلة بتحمل أعباء الحرب ودعم المحاربين وتشجيعهم وتمويلهم بالسلاح والعتاد والشعوب أيضا حيث تميل أفئدة الناس إلى متابعة مجريات الحرب ومساراتها ويعيشون مخاوف انكسار الطرف المحارب من أجلهم وانتصار الطرف المناوئ لمطالبهم ورغباتهم وفي ظل هذا الوضع يختفي الإحتفالات بالأعياد الوطنية التي تعمل على تشجيع وتحفيز وتأييد الجماهير الشعبية والغالبية العظمى والسواد الأعظم من الناس التي تشجع وتؤيد القرار الوطني.

ولكننا نلحظ في مجتمعاتنا انعدام أو إختفاء الإحتفالات بالأعياد الوطنية في ظل الحرب وهذه ظاهرة سلبية ينبغي إزالتها لأنها تؤثر سلبا على نفسية السواد الأعظم من الناس التي تؤيد الوطن وتزيد الوضع تعقيدا بحيث تشعر المواطن المتحمس للدفاع عن الوطن والذود عنه بالإحباط واللامبالاة في حين أن الاحتفالات بها تجعل المواطن الصالح المحب لوطنه المتفاني من أجله  في حالة نشوة مستمرة وتفاؤل لا محدود وتجعله يرى بأن الوطن بخير وأن القرار الوطني الواحد منتصر وظافر وناجح وأيضا ينعكس هذا الشعور على كافة الشعب الذين لا علاقة لهم بالحرب ولا فهم لهم بالسياسة ولا شغف لهم بالوطنية  ولا تطلع لديهم لما تؤول إليه مسار المستجدات الحاصلة جراء الحرب والصراع  وعلى المحاربين أيضا المحاربين من أجل الوطن ولأجله فيشعر المحارب المقدام والبطل الشجاع الذي يناضل من أجل بلده وانتصار قرار وطنه المؤيد من كافة أبناء الشعب الأحرار بقرب النصر وإمكانية الظفر والفوز بالمعركة وأن النتائج ستكون لصالحه كونه مؤيد ومدعوم من الحكومة الصارمة وجماهير الشعب الواعية وعليه فنهيب بكافة المواطنين خصوصا في المحافظات التي تحت سيطرة المليشيات أن تشعل لهيب الجماهير المؤيدة للوطن بأن تزيد من اهتمامها بالاحتفالات بالأعياد الوطنية ودعم إقامتها وتتجنب وتتوقى الآثار السلبية لعدم إقامتها.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية