هل نحن على موعد مع جولة سبتمبرية حاسمة*؟ (1)
قَدْ أَطَلَّ الْفَجْرُ يَاسِبْتَمْبَرُ
وَاليَمَانِيُّونَ فِيكَ انتَصَرُوااا.
وتشظى الليل وانزاح الدجى
وهوى الطاغوت لما كبروااا.
فتية نادت بهم أمجادهم
وعلى النور إليها عبرواااا.
هم حماة الأرض هم أبطالها
كلما نادى المنادي حضروااا.
لن يمر الليل من احداقهم
بعد أن كحلها سبتمبرُ....
تعس الحكم الإمامي كما
تعس المحتل والمستعمرُ.
فليغني الشعب في أعياده
نحن قوم للعلا قد شمروا.
*الشاعر/خالد العمودي.
سيناريوهات الحرب في اليمن :
حقيقة المعركة في اليمن أنها بين(جمهورية وإمامة) وبقية الكينونات أو اللافتات عرضية ستزول بهزيمة الإماميين الجدد<الحوثيين>، ونظرا لعوامل واعتبارات كثيرة - بعضها خارجية وغالبيتها داخلية - مرت المعركة في اليمن بعدة سيناريوهات تمسكت بها الشرعية بإطلاق، وتعاملت بحسن ظن مع كل سيناريو لأسبابٍ أهمها: تأييد القرارات الدولية لكل سيناريو مع تخليها عن الزخم الثوري والتأييد الجماهيري شيئاً فشيئاً.
على عكس الحوثيين الذين تعاملوا مع تلك السيناريوهات بمراوغة ومناورة سياسية خدمتهم بنجاح في مجملها، وسنذكر هذه السيناريوهات باختصار:
" السيناريو الأول : التسليم .
والمقصود به تسليم السلاح ومؤسسات الدولة وكان القرار الدولي 2216 مؤيداً لهذا السيناريو، وكان المبعوث الدولي جمال بن عمر ثم إسماعيل ولد الشيخ يتحدثان عن مشروع حل يفضي إلى هذا السيناريو ثم تجاوزاه ليتسلم الحوثيون بعد ذلك المزيد من مؤسسات الدولة والأسلحة التي كانت بحوزة حليفهم الذي انفض حلفهم معه بانتفاضة 2ديسمبر 2017م، وأصبح هذا السيناريو مستبعداً في وقت مبكر .
" السيناريو الثاني : الحسم العسكري .
تشكلت المقاومة المسلحة، وتأسس الجيش الوطني بمأرب وتعز وميدي، ووصل الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة إلى مشارف صنعاء بنهم، وتم تحرير الجوف وبيحان وميدي ومناطق في تعز إضافة إلى عدن بدعم التحالف.
لاحقاً جرى تحرير الساحل الغربي إلى أطراف مدينة الحديدة بألوية العمالقة والألوية التهامية التي تدين بالولاء للرئيس هادي لكنها لا تتبع وزارة الدفاع والقوات المشتركة التي لا تعترف بالشرعية لكنها تعترف بالنظام الجمهوري.
رُفد الجيش الوطني حينها بكتائب وألوية جديدة، وتشكلت المناطق العسكرية، لكن هذا السيناريو فشل بفرض خط أحمر على تقدم الجيش الوطني من قوى إقليمية ودولية وخاصة في جبهة نهم.
ساعد في استبعاد هذا السيناريو أن قيادة الشرعية تركت فراغات متعددة في إسناد الجيش الوطني ومنها الفراغ الاجتماعي الشعبي والفكري والإعلامي والسياسي والأمني والاستخباري العام.
تُرك الجيش الوطني لمصيره ومشاكله وعلى رأسها عدم انتظام الرواتب والنفقات ومنع التسليح الضروري للحسم العسكري، واكتفى التحالف العربي بإمداده بالذخائر والأسلحة الخفيفة والمتوسطة والتغذية.
ولم يترك التحالف الجيش الوطني من عطايا مالية موسمية تُصرف أحياناً عن طريق لجان وزارة الدفاع، وأحياناً عن طريق متعهدين من خارج الجيش بدعم التحالف لصرف تلك العطايا والإكراميات.
في الوقت الذي استفاد فيه الحوثي من الوقت والكثافة السكانية تحت سيطرته ودعم أطراف إقليمية ودولية له نكاية بأطراف داخل الشرعية.
استغل الحوثي كل ذلك لتطوير قدراته العسكرية، ونتج عن ذلك تراجع للجيش الوطني في نهم والجوف وقانية، وكان آخر نتائج ترك الشرعية للفراغات سقوط مدينة بيحان ومديرية حريب،
وبهذا أصبح سيناريو الحسم العسكري حتى للحوثيين مستبعداً.
" السيناريو الثالث : التسوية السياسية .
بدأت بمحادثات الكويت ثم جنيف، وانتهت باتفاق استكهولم، وتبعت تلك المحادثات مبادرات إقليمية ودولية وجهود للمبعوثين الدوليين كلها تبخرت قبل أن يجف حبرها لأن الحوثي ناور مناورة سياسية ولم يتوقف عن أهدافه التوسعية والعدوانية على المدن والمناطق اليمنية.
لم يكن الموقف التفاوضي للشرعية خلال تلك الجولات والمحادثات السياسية عند مستوى التحديات.
كما أن الشرعية ظلت في مربع العجز الدبلوماسي الذي أسهمت فيه عشرات القرارت من التعيينات بالسلك الدبلوماسي لم تكن الكفاءة والقدرة على التحرك الدبلوماسي أهم معيار في التعيين.
وكانت خيارات الشرعية السياسية محدودة، وبعد تشكيل المجلس الانتقالي المتخادم مع الحوثي بدعم طرف في التحالف العربي فقد الرئيس هادي هامشاً كبيراً من مناوراته السياسية المشهورة.
وهكذا كانت الشرعية تفقد كل فترة جزءاً منها نظرا لبقائها خارج اليمن خلال السنوات الماضية، مع أن القرارات الدولية والتوجهات الإقليمية في صالحها.
وحده الجيش الوطني بإسناد المقاومة ورجال القبائل من حافظ على التوازن، وأضعف الحوثي عسكرياً بخطط الدفاع الصلب القوي الذي أفقده مزايا السيطرة على مساحات مهمة من الجغرافيا ودمر فيها قواته وإمكاناته بشكل كبير وهو ما أفقد الحوثي إمكانية الحسم العسكري، وأصبح سيناريو التسوية السياسية غير مجد ولا يعول عليه.
لذلك فإن المعركة مع الإماميين الجدد لم تبدأ بالشكل المطلوب بعد، ويبدو أننا على موعدٍ مع جولة سبتمبرية حاسمة لقطع دابر الإمامة قريباً بتبني استراتيجية حرب الشعب الشاملة وهو السيناريو الرابع والأخير بهذه المعركة المصيرية مع الإماميين الجدد(الحوثيون).
السيناريو الرابع : جولة الحسم السبتمبرية.
وهذا السيناريو الذي سيتحقق عن طريق حرب الشعب الشاملة،
إذ أن زخم الاحتفاء الشعبي المتعاظم بثورة ال26من سبتمبر بكل جغرافيا اليمن واتساع ظاهرة الوعي الوطني أفقياً ورأسياً لدى تيار كبير من أجيال العشرين والثلاثين والأربعين، كلها مؤشرات تبشر بجولة الحسم السبتمبرية قريباً.
جولة حسم سبتمبرية عن طريق حرب شعبية شاملة يتجاوز الشعب فيها عجز الشرعية ولا يخرج عن المسار، ويضع فيها حداً للصراعات البينية بين المكونات الوطنية ولايعاديها، بل يفتح لها آفاق النضال، ويوفر لها فرص الخلود في ذاكرة الأجيال.
" المفهوم والنظرية .
يمكن اختصار مفهوم حرب الشعب في الآتي:
عندما يواجه الشعب هجوماً خارجياً أو تآمراً وتمرداً من عدو داخلي مرتبط بأطراف خارجية إقليمية-دولية، ويكون هذا العدوان والتآمر الداخلي-الخارجي، غير محدد أو محصور في جزء صغير من أراضي الدولة، بل يكون شاملاً لكل ما تحتويه هذه الدولة أرضاً وإنساناً.
أمام كل ذلك هل يظل الشعب صامتاً ومتفرجاً على المعارك الدائرة بين جيشه الوطني والقوات المعادية؟؟ ومتفرجاً على تدمير العدو لكل مقومات الدولة والمؤسسات السيادية والسعي لتجريف هوية المجتمع وثقافته.
نقل بتصرف من بحث
للعميد الركن عبد الكريم الآنسي
رحمه الله.
الشعب الذي يمتلك أصالةً وعقيدةً وتاريخاً وحضارةً واعتزازاً بذاته، وأخلاقاً وشهامةً ومروءةً وشجاعةً لايمكن أن يقف في موقف المتفرج أبداً.
وهذه هي خصال وسمات شعبنا اليمني العظيم الذي يجب أن نثق فيه وأن نحيي تزايد ظاهرة السخط والكره القلبي للحوثيين وتبني مقاومة الرفض للتطبيع الفكري والأخلاقي مع كيان الإمامة المنحرف فكرياً الشاذ أخلاقياً.
ويجب أن يسعى الجميع لصياغة برنامج نضال وقتال ومشاركة كل الفئات الشعبية في جولة الحسم السبتمبرية القادمة، التي باتت الظروف والأوضاع تبشر بها قريباً إن شاء الله.
سنفصل كل ما يتعلق بهذه الاستراتيجية النضالية الشعبية التي قد آن لها أن تملأ كل الفراغات في معركتنا المصيرية مع الإمامة ونطوي صفحة الإمامة وإلى الأبد.
يتبع..........
التعليقات